span>أحمد قايد صالح.. من محاربة الاستعمار إلى مواجهة “العصابة” فريد بلوناس

أحمد قايد صالح.. من محاربة الاستعمار إلى مواجهة “العصابة”

امتد مساره العسكري إلى أكثر من 60 سنة، بدأه في صفوف جيش التحرير خلال الثورة التحريرية ضد الاستعمار الفرنسي، وهو ما يجعله من بين القيادات العسكرية الثورية، ومن خارج ما يعرف بمجموعة “ضباط فرنسا”.

ولد أحمد قايد صالح في 13 يناير 1940 بمدينة عين ياقوت شمال ولاية باتنة، واستهل مسيرته بالانخراط في الحركة الوطنية في فترة الاستعمار الفرنسي، وهو في الـ17 من عمره، وتدرج في سلم القيادة ليعين قائد كتيبة في جيش التحرير الوطني، غداة الاستقلال.

وشغل أحمد قايد صالح عدة مناصب عسكرية، بعدما تلقى دورات تكوينية في الاتحاد السوفياتي، قبل أن يتقلد منصب قائد للكتيبة المدفعية ثم قائد للواء.

كما شارك في الحرب العربية الإسرائيلية رفقة القوات الجزائرية المرسلة إلى جبهة القتال في مصر خلال حرب جوان 1967، وظل هناك حتى عام 1968، كما شارك في حرب أكتوبر 1973.

ثم تولى قايد صالح قيادة القطاع العملياتي الأوسط في برج لطفي بالناحية العسكرية الثالثة، وبعدها قائداً لمدرسة تكوين ضباط الاحتياط بالبليدة، قبل أن يعين نائباً لقائد الناحية العسكرية الخامسة، ثم قائداً للناحية العسكرية الثالثة، وبعدها للناحية العسكرية الثانية.

تمت ترقيته إلى رتبة لواء بتاريخ 5 جويلية 1993، وبتاريخ 1994 عين قائداً للقوات البرية، وفي عام 2004، عُيّن رئيساً لأركان الجيش الوطني الشعبي، ثم تقلد رتبة فريق بتاريخ في 5 جويلية 2006.

منذ 11 سبتمبر 2013، تم تعيينه نائباً لوزير الدفاع الوطني ورئيساً لأركان الجيش الوطني الشعبي الجزائري.

الرجل الأول في الحراك

قبل حراك 22 فيفري لم يكن رئيس أركان الجيش الشعبي الوطني الفريق أحمد قايد صالح كثير الظهور، حتى أن غالبية الجزائريين لا يتابعون تحركاته وخرجاته الميدانية، ولكن الأمر تغير تماما بعد وصفه التظاهرات الأولى للحراك بأنها “مسيرات مشبوهة”، و”نداءات مجهولة”.

لكن تعاظم المظاهرات الرافضة للانتخابات، دفعت قائد الجيش إلى بدء سباق خفي ضد مجموعة من العسكريين والسياسيين المحيطين بالسعيد بوتفليقة للسيطرة على الوضع، وتحول خطابه لاحقاً إلى “بارومتر” الأزمة التي تعيشها الجزائر.

خاطب قايد صالح الجزائريين قرابة 50 مرة خلال 10 أشهر منذ بداية الحراك الشعبي، وهو الرجل الأول الذي كانت استجابته لنداءات الجزائريين فاعلة في تغيير مجرى الأحداث، حينما أطلق أول تهديد لما يسميه “العصابة” بضرورة تنحي الرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة بموجب نص المادة 102 من الدستور.

الوعد

وقد تعهد الراحل قايد صالح في خطاباته بعدم إراقة قطرة دم واحدة في الجزائر، واستطاع أن يفي بوعده، فرغم بلوغ الحراك أسبوعه الـ44، لم يتورط الجيش في العنف ضد الحراك والمتظاهرين.

وبانتقال وزارة الدفاع تحت قيادته إلى مرحلة الضغط على بوتفليقة إلى غاية استقالته، تحول قايد صالح إلى السلطة الأولى في البلاد ضمن مرحلة حساسة عرف فيها بتشدده تجاه مطالب الفترة الانتقالية، وتمسكه بالخيار الدستوري وتنظيم انتخابات رئاسية تفرز رئيساً شرعياً يتولى مهمة قيادة البلاد وإكمال الإنصات لمطالب الحراك.

وتحقق مُراد قايد صالح بإجراء الانتخابات الرئاسية التي تمسّك بها طوال الأشهر الماضية، ورغم مناهضة الحراك لخطته فإنه رفض الحياد عن خياره السياسي، مما جعل اسمه يتحول إلى خصم لجزء من الحراك الشعبي في الأشهر الأخيرة، إلا أنه عُرف بدعمه للعدالة في ملاحقتها مئات السياسيين من محيط بوتفليقة وعشرات رجال الأعمال، والأمنيين الذين استفادوا من مزايا في فترة حكمه.

تابع آخر الأخبار عبر غوغل نيوز
التعليقات مغلقة