تحدّث الباحث المتخصص في الشؤون السياسية والأمنية، ميلود ولد الصديق، عن أسباب توسيع المؤسسة العسكرية الجزائرية لمفهوم الأمن القومي.
وقال ولد الصديق، في حديث مع موقع “العربي الجديد”، إن “الجيش مؤسسة من المؤسسات الدستورية للدولة، يناط بها الدفاع عن الأمة، وهي بصدد استغلال كل السبل لتحقيق هذا الهدف”.
وأضاف: “إذا كانت المراحل السابقة تسترشد بالوسائل التقليدية وتختصر أدوار الجيش في المفهوم التقليدي للأمن، فإن التطور التكنولوجي والتقني، وكثافة وسائل الإعلام والتواصل التي تغذي مختلف الفئات بالأفكار والتوجهات التي قد يكون مفعولها أخطر حتى من المواجهة المسلحة المباشرة، قد فرضت منطقها على الجيوش وقطاع الأمن عموماً، بضرورات المواكبة وتوسيع الاستشارة لإدراك المفاهيم الشاملة للأمن”.
وأردف: “خطوة المؤسسة العسكرية في الجزائر نحو الخوض في ملفات جيواستراتيجية، مثل التطرف والأمن السيبراني والإعلام وغيرها، كلها تمثل صميم المخاطر التي تهدد سيادتنا”.
وتابع: “مواجهة هذه الملفات برؤية الجيش تحتاج إلى تخمير علمي وإشراك النخب حتى تكون على مسافة واحدة من مؤسسة الجيش للاقتران والمواجهة، وهذا يوضح توجّه المؤسسة العسكرية للاشتغال مع المؤسسات المدنية والسياسية في هذا الجانب الفكري، يمكن اعتبار ذلك تطوراً مستحسناً ودليل يقظة استراتيجية، لتكون المؤسسة العسكرية أكثر انفتاحاً على كل ما يتصل بالأمن القومي في كل أبعاده”.
وختم الباحث المتخصص بالقول إن “المؤسسة العسكرية تنفذ استراتيجية مدروسة لدمج النخب والاستعانة بها لمجابهة التحديات المختلفة، وبتعبير أكثر دقة لاستغلال هذه القوة الناعمة التي لم تحظَ بالتقدير والإنصات لما يمكن أن تقدّمه من توصيات وحلول ضمن المشكلات الأمنية المعاصرة”.