سرد الصحفي الفلسطيني أنس الشريف، مراسل قناة الجزيرة، تفاصيل 600 يوم من الحرب والمآسي في قطاع غزة، في تدوينة مؤثرة هزّت وجدان المتابعين، وعبّرت عن حجم الألم والفقد الذي يعيشه أهالي القطاع منذ بدء العدوان الإسرائيلي المستمر.
ودوّن أنس مشاهد من واقع الحرب على غزة في شهادة امتزج فيها الوجع الإنساني بالثبات المهني، قائلاً:
“انظروا إلى كتفي المثقل بخسائر تعجز الجبال عن حملها… حالي كحال أبناء شعبي، بل إنني أهونهم مصابًا، فقد فقدت والدي، وأخوالي، وأصدقائي، وأقاربي، وزملائي، ومنزلي، وأكثر من ذلك بكثير.”
واستعرض الشريف المجازر التي لم تتوقف من جباليا إلى الشفاء والمعمداني وكمال عدوان، قائلاً إن ملامحه تحمل ندوب كل قصة، وكل نداء استغاثة سُمع ولم يُجب.
وتابع:
“600 يوم.. اليوم فيه بسنة وألف مما تعدون.. كل ثانية فيها شهيد، أو جريح، أو محرقة، أو عذاب قلب.”
“توقفوا.. لا توثقوا.. وإلا قُتلتم”
ورغم التهديدات المباشرة التي تلقاها الصحفيون من الاحتلال، وعمليات الاستهداف المتعمدة، يروي أنس الشريف كيف استمر وزملاؤه في التوثيق، بل “حتى البث المباشر للمجازر”، متحدين بذلك محاولات إسكات الصوت الفلسطيني.
وأضاف:
“600 يوم.. ويدي تتشبث في المايك، تشبث الجذور بالأرض… اليوم أرويه بصوت لا يذبل، وإن كانت الروح ضريبته.”
وختم مراسل الجزيرة تدوينته بالدعاء أن تنتهي الحرب، قائلاً:
“600 يوم.. ويا رب، تنتهي الحرب بلا رجعة.. ويطل صوتي عليكم في خاتمة كل إطلالة: أنس الشريف – الجزيرة – غزة، وأبتسم.”
