إجراءات أسرع أم حوار أقل؟.. كيف سيؤثر التطبيق الإلكتروني على العمل البرلماني؟ مريم بوطرة

إجراءات أسرع أم حوار أقل؟.. كيف سيؤثر التطبيق الإلكتروني على العمل البرلماني؟

في خطوة تهدف إلى تعزيز كفاءة العمل البرلماني في الجزائر، أعلنت المؤسسة التشريعية إطلاق تطبيق إلكتروني مخصص لإيداع وتحويل الأسئلة الشفوية والكتابية بين النواب وأعضاء الحكومة.

هذا الابتكار الرقمي يُتوقع أن يُحدث نقلة نوعية في العلاقة بين الغرفى السفلى للبرلمان والسلطة التنفيذية، خاصة من حيث تسريع الإجراءات وتحسين مستوى التواصل وفقا للجهات المعلنة عن التطبيق.

ومع ذلك، يثير هذا التطور أسئلة متعددة حول تأثيره على جودة الحوار السياسي التقليدي، ومدى ضمانه للشفافية والفعالية.

لفهم كيفيات تطبيق هذا النظام الجديد، تواصلت منصة “أوراس” مع النائب سليمان زرقاني عن حركة مجتمع السلم، الذي قدم رؤيته حول تأثير هذا الابتكار الرقمي على العمل البرلماني.

التحول الرقمي في العمل البرلماني

أكد النائب زرقاني في تصريحاته أن هذا الإجراء طبيعي في إطار مسار عصرنة المجلس الشعبي الوطني، وفي إطار عصرنة كل ما هو في مؤسسات الدولة الجزائرية.

وأكد أن هذا التطبيق سيسهم في تسهيل سير الأسئلة الشفوية بدءًا من النائب الذي يملك حسابًا، حيث يضع فيه هذه الأسئلة ويتلقى إجاباتها.

وقال إن تحويل الأسئلة الشفوية والكتابية بين المجلس والحكومة إلكترونيًا هي بداية جيدة.

وأردف موضحا أن التطبيق يمكن أن يحول السؤال الشفوي إلى كتابة، إضافة إلى تسهيل العديد من الإجراءات الأخرى.

ثم تأتي موافقة مكتب المجلس عليه بعد دراسته، ليتم تحويل السؤال إلى الحكومة بنفس الآلية.

وأكد أن الإجراء الجديد لا يثير مخاوف بتقليص الحوار السياسي لأنه مجرد تحويل من الإجراءات الورقية إلى الرقمية، أما الأسئلة الشفوية فستظل تُطرح بالطريقة التقليدية في الجلسات.

موضحًا أن هذا التطبيق تنظيمي بحت يهدف إلى التسهيل دون المساس بالإجراءات البرلمانية الدستورية أو غيرها، حيث يبقى كل شيء كما هو، مع التحول من الورقي إلى الإلكتروني.

تسريع الردود البرلمانية

من جانبه، أكد أستاذ العلاقات الدولية والمحلل السياسي حسام حمزة لمنصة “أوراس” أن التواصل الإلكتروني يساعد على تسريع عملية الردود من الحكومة على النواب في الآجال المحددة.

وأشار إلى أن ذلك يخفف من الضغط على الوزراء، وهو مشكل طالما طرحه النواب في تعاطيهم مع بعض الوزارات التي تتأخر في الرد أو تتجاهل الطلبات، مما يضر بعلاقتهم مع المواطنين.

وبذلك، يرى المحلل السياسي التوظيف الجيد للتواصل الإلكتروني بين النواب والحكومة من شأنه أن يُعطي دفعًا جديدًا لعملية الأسئلة الكتابية.

في المقابل، أكد استبدال النقاشات العلنية والشفوية بين النواب والوزراء بالتواصل الإلكتروني لا يخدم الحوار والنقاش السياسيين، اللذين يعتبران ميزتين رئيسيتين من ميزات عمل المؤسسة التشريعية.

الجدير بالذكر أن رئيس المجلس الشعبي الوطني، إبراهيم بوغالي، أكد خلال عرض التطبيق أنه يهدف إلى تحسين الأداء التشريعي وتعزيز التواصل، مشيرًا إلى أنه يسهم في تعزيز الشفافية والكفاءة.

وأضاف بوغالي أن التطبيق يتيح للنواب تقديم أسئلتهم عن بُعد، مما يسهم في توفير الوقت والجهد وتحسين فعالية التواصل مع الجهات المعنية.

وأكد أن هذه الإنجازات تمثل لبنة في بناء إدارة برلمانية حديثة.

شاركنا رأيك