عاد الاتحاد الدولي للملاكمة IBA ليُثير جدلا واسعا حول المُلاكمة الجزائرية إيمان خليف، وهو الذي يُعتبر اتحادا غير مُعترف به، حيث سبق للجنة الأولمبية الدولية وأن أكدت ذلك في بيان لها شهر أوت الفارط.
ونشر الاتحاد الدولي على موقعه يوم الخامس من شهر فيفري الجاري تصريحات لرئيسه عمر كريمليف يدعو فيه اللجنة الأولمبية للاعتذار عما وصفه بـ”فضيحة الجنس في الأولمبياد بعد نشر وثائق طبية لإيمان خليف”، وذلك على خلفية وثائق تتحدث عن البنية الجسدية لا عن نوع الجنس.
وقال كريمليف في تصريحه الغريب: “الجميع يعرف الخبر بالفعل، انتهكت اللجنة الأولمبية الدولية جميع قواعد الرياضة بوضع رجل ضد امرأة، وقد أكدت الاختبارات مرة أخرى أن إيمان خليف رجل بالفعل. واليوم، بصفتي رئيسًا للاتحاد الدولي للملاكمة، الذي يدعم المساواة بين الجنسين ويحمي ملاكمة النساء والرجال، أطالب توماس باخ وفريقه شفهيًا وكتابيًا بالاعتذار لمجتمع الملاكمة العالمي”.
وردت البطلة الأولمبية الجزائرية على الاتحاد الدولي ورئيسه المُثير للجدل عبر بيان نشرته على صفحاتها الرسمية في مواقع التواصل وجاء فيه: “لقد ناضلت لمدة ثماني سنوات من أجل حلمي، ثماني سنوات من التضحية والانضباط والمثابرة للوقوف على المسرح الأولمبي وتمثيل بلدي بفخر، لقد كسبت مكاني، وسأستمر في الوقوف بثبات في مواجهة أي تحد”.
وأضاف: “لمدة عامين، اتخذت الطريق الصحيح بينما تم استخدام اسمي وصورتي دون إذن لتعزيز أجندات شخصية وسياسية من خلال نشر وتوزيع الأكاذيب التي لا أساس لها والمعلومات المضللة، لكن الصمت لم يعد خيارًا”.
وأتبعت: “لقد وجهت رابطة الملاكمة الدولية (IBA)، وهي المنظمة التي لم أعد مرتبطة بها والتي لم تعد اللجنة الأولمبية الدولية تعترف بها، اتهامات لا أساس لها من الصحة وكاذبة ومسيئة، واستخدمتها لتعزيز أجندتها. هذه مسألة لا تهمني فقط بل تهم المبادئ الأوسع للعدالة والإجراءات القانونية الواجبة في الرياضة”.
وأكملت: “لقد شهدت الشدائد من قبل، خسرت في أول ظهور أولمبي لي وخسرت في الدوريات للهواة، لقد تعرضت للضرب أكثر من مرة لا أستطيع إحصاؤها، لكنني لم أبق على الأرض أبدًا، لقد قاومت كل نكسة، وكل اتهام كاذب، وكل محاولة لمحو اسمي. وقد فزت، وكل عقبة لم تزيدني إلا قوة. وسأواصل المنافسة بشرف ونزاهة”.
وأضافت خليف: “يقوم فريقي بمراجعة الموقف بعناية وسيتخذ كل الخطوات القانونية اللازمة لضمان احترام حقوقي ومبادئ المنافسة العادلة. ويجب محاسبة المسؤولين عن هذه الأفعال، وسنسعى إلى كل السبل القانونية المتاحة لضمان سيادة العدالة، لن أذهب إلى أي مكان. سأقاتل في الحلبة، وسأقاتل في المحاكم، وسأقاتل أمام الجمهور حتى تصبح الحقيقة لا يمكن إنكارها، إلى أنصاري، أشكركم على وقوفكم بجانبي. سأظل مركزة ومصممة ومستعدة لمواصلة تمثيل بلدي ورياضتي على أعلى مستوى”.
الغريب في الأمر أن كريمليف نفسه قدم اعترافا صريحا وخسر كل أوراقه في المؤتمر الذي نظمه يوم 5 أوت 2024، وقال بحضور طبيب الاتحاد الدولي للملاكمة: “لم نقل أن إيمان خليف لم تولد أنثى، لم أكن حاضرا في المستشفى عندما وُلدت، لدينا نتائج تحاليل تؤكد أنها تملك مستوى مرتفع من هرمون “التيستوستيرون” ويجب أن تخضع لتحليل في أي مستشفى وتثبت لنا العكس”.
ويعتبر فرط الأندروجين اختلالا هرمونيا واردا عند النساء ولا يعني بتاتا “لا مساواة” أو رجلا في مواجهة النساء، وهو مختلف تماما عن الصورة التي يُراد تسويقها للملاكمة الجزائرية إيمان خليف على أنها “ذكر” وتحمل كروموسومات XY.
ولا تُعتبر إيمان خليف أول رياضية واجهت مشاكل في فرط الأندروجين وهو مجموعة هرمونات مسؤولة عن تطور الخصائص الذكورية في الجسم وأشهرها هرمون التيستوستيرون.
ويعني فرط “الأندروجين” ارتفاع هرمون التيستوستيرون إلى أكثر من المعدلات العادية لدى النساء من 0.5 إلى 3 نانومول / اللتر، ولذلك مثلا، طلب الإتحاد الدولي لألعاب القوى في أفريل 2018 من الرياضيات خفض مستويات هذا الهرمون إلى أقل من 5 نانومول في اللتر الواحد لدخول المنافسات.