أعربت نوال وصبيحة، ابنتا الكاتب الجزائري الفرنسي بوعلام صنصال من براغ، عن شعورهما “بالعجز التام” إزاء محاولاتهما المتواصلة للإفراج عن والدهما، المحكوم عليه بالسجن خمس سنوات في الجزائر.
ووجهتا رسالة مفتوحة حسب ما نقلته صحيفة ” لوموند” الفرنسية إلى رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، ورسالة أخرى إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في محاولة للضغط من أجل إطلاق سراحه.
وفي 15 مايو 2025، خلال افتتاح معرض الكتاب في براغ، تسلمت نوال وصباحة جائزة من أجل تعزيز حرية التعبير، مُنحت لوالدهما.
وقالت نوال، البالغة من العمر 53 عامًا، بعد استلام الجائزة: “من المحزن أن يُسجن أشخاص لمجرد تعبيرهم بحرية عن آرائهم، وللأسف، والدنا هو أحد هؤلاء الأشخاص”. وأضافت: “الله وحده يعلم في أي حالة نفسية هو، لأنه معزول تمامًا دون أي معلومات”.
نوال وصبيحة وُلدتا في الجزائر، لكنهما انتقلتا في سن مبكرة إلى تشيكوسلوفاكيا، بلد والدتهما، عقب انفصال الأبوين الذين تعارفا في إطار برنامج جامعي.
وتقول نوال إنها لم تزر الجزائر منذ كان عمرها 20 عامًا، ولم ترَ والدها منذ ذلك الحين، رغم أن الطفولتين كانتا تقضيان العطل الصيفية في الجزائر كل عام.
ورغم نشأتهما في ظل النظام الشيوعي الذي كان يراقب العائلات المرتبطة بالخارج، فإن نوال وصباحة تعيشان اليوم في ضواحي براغ، بينما تتابعان من بعيد تطورات قضية والدهما.
وتجدر الإشارة إلى أن بوعلام سنصال، البالغ من العمر 80 عامًا، تم اعتقاله في نوفمبر 2024 لدى وصوله إلى مطار الجزائر العاصمة.
وفي مارس 2025، صدر حكم ضده بالسجن خمس سنوات بتهم تتعلق بالمساس بوحدة التراب الوطني، بعد تصريحات أدلى بها لوسيلة إعلام فرنسية متطرفة، حيث أساء إلى المؤسسات الدستورية والمدنية والعسكرية في الجزائر.
وبحسب ما نقلته صحيفة ” لوموند” الفرنسية عن نوال، فإن آخر تواصل جرى مع والدها كان عبر البريد الإلكتروني عام 2023، ولم تتلق العائلة منذ ذلك الحين إلا قصاصات صحفية أرسلتها السفارة التشيكية في الجزائر، مشيرة إلى أن زوجته الشخص الوحيد المسموح له بزيارته.
وقد أبدت نوال وصبيحة استعدادهما للتواصل مع منظمات حقوق الإنسان لزيادة الضغط من أجل الإفراج عن والدهما، حسب المصدر ذاته.
وتشهد العلاقات الجزائرية الفرنسية توترًا متصاعدًا منذ صيف 2024، وتفاقم مؤخرًا مع موجة جديدة من تبادل طرد الدبلوماسيين وتجميد التعاون الثنائي، مما زاد الوضع السياسي والدبلوماسي تعقيدا بين البلدين.