من كان يعلم أن رئيسا برتغاليا قضى عشر سنوات من حياته بين أحضان الجزائر إلى أن وافته المنية؟
هي قصة الرئيس السابق للبرتغال مانويل تكسيرة غوميز الذي ترأس البرتغال من 1923 إلى غاية 1925 ولم تنعكس تجربته السياسية بالإيجاب على حياته الخاصة.
فبعد سنتين فقط من توليه الحكم اضطر إلى الاستقالة من منصبه وتسليم السلطة. هجر بلاده باحثا عن مأوى يلتجأ إليه. رحبت به الجزائر واحتضنته بعد أن قرر الابتعاد كليا عن السياسة وعن علاقاته مع معارفه في البرتغال.
منذ أن لجأ الرئيس إلى الجزائر وحط رحاله في بجاية وقع في حبها واختار أن تكون هي منفاه الأخير، فعاش فيها إلى أن توفي سنة 1941.
الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون تحدث عند زيارته إلى البرتغال، بحر الأسبوع الجاري، عن العلاقات التاريخية بين البلدين، مشيرا إلى قصة الرئيس اللاجئ مانويل تيكسيرا غوميز الذي كان مهتما بالكتابة والسياسة.
“فندق النجمة” المتواجد بساحة أول نوفمبر بمدينة بجاية شهد على الأيام التي قضاها الرئيس البرتغالي بين جدرانه. لقد عشق مانويل تكسيرا سحر بجاية وطيبة سكانها.
الغرفة 13 هي الغرفة التي كان يقضي فيها الرئيس كل أيامه، ونادرا ما كان يغادرها إلا لبعض الرحلات إلى الصحراء الجزائرية. من كان يظن أن الغرفة التي حجزها الرئيس المنفي ليومين ثم لأسبوع سيستقر بها إلى حين مماته، وستصير بيته وليس فقط مجرد غرفة فندق.
من يتوجه إلى فندق النجمة ويطلب المبيت فيها حاليا سيقابل بالرفض. فبعد وفاة الرئيس البرتغالي لم يعد الفندق يسمح بالحجز فيها.
حاليا يقصد عديد الزائرين فندق النجمة من أجل استكشاف الغرفة رقم 13، التي أقام فيها الرئيس البرتغالي. والتي حولت إلى متحف صغير يتضمن أغراضه الشخصية.
فيلم “زيوس”، للمخرج باولو فيليب مونتيرو، ومن إنتاج مشترك بين الجزائر والبرتغال، يروي السيرة الذاتية للرئيس الأسبق البرتغالي مانويل تكسيرة غوميز.
اختيار عنوان فيلم “زيوس” كان للإشارة إلى اسم الباخرة الهولندية التي أبحر على متنها الرئيس البرتغالي المنفي إلى شمال إفريقيا، ثم استقر بعدها على الأراضي الجزائرية.
في زمن قدره ساعتين قدم العمل السينيمائي مشوار الرئيس بين إقامته في مدينة عنابة وعلاقته العاطفية مع شابة تدعى ماريا، ثم تنقله نحو مدينة بجاية ومكوثه بها عشر سنوات.
عمل تاريخي ودرامي شارك فيه مجموعة من الممثلين منهم الجزائري إيدير بن بوعيش الذي جسد دور أمقران ووكاترينا لويس بدور الشابة ماريا.
عُرض الفيلم لأول مرة بالعاصمة البرتغالية لشبونة في 2016، بحضور رئيس البرتغال مارسيلو ريبيلو دي سوزا.
كما شهد العرض الشرفي الأول للفيلم بالجزائر سنة 2017 حضور جهات رسمية متمثلة في وزيري الثقافة السابقين عز الدين ميهوبي ونادية لعبيدي والسفير البرتغالي بالجزائر. وانضم إليهم طاقم عمل الفيلم بما فيهم المخرج.
كان مانويل تكسيرة غوميز رئيسا وأديبا. كتب ثلاث روايات بعد استقراره في مدينة بجاية. عديد من الباحثين والأدباء والكتاب جاءوا من مختلف المدن الجزائرية ومن البرتغال بحثا عن آثار حياة الرئيس البرتغالي المنفي الذي أخفى حقيقته لمدة سنوات، عند مكوثه بالجزائر، حتى زاره ذات يوم صحافي برتغالي قبل فترة وجيزة من وفاته، وأعلم العاملين بالفندق أنه رئيس برتغالي سابق، فذاع صيته بالمدينة التي أحبها وأحب سكانها.
وتخليدا لذكراه، شيدت السلطات البرتغالية بالتعاون مع الجزائر تمثالا نصفيا لمانويل تكسيرة غوميز في ساحة قريبة من فندق النجمة.
الرئيس البرتغالي مارسيلو ريبيلو دي سوزا يشكر #الجزائر على مساهمتها في بناء الديمقراطية في البرتغال لعديد السنوات ضد الديكتاتورية pic.twitter.com/JDqM4Tu5r0
— أوراس | Awras (@AwrasMedia) May 24, 2023
تحمل اتهاما خطيرا.. إيداع شكوى مغربية لدى إدارة "بي إن سبورتس" بخصوص حفيظ دراجي
القادري يرد على اتهامات إساءته للمنتخب الجزائري موجها رسالة مباشرة لبلماضي
"فاف" تكشف هوية ممثلي الجزائر في المنافسات القارية الموسم المقبل
بسبب دعمه للشعب الصحراوي.. مخرج مغربي يُستبعد من لجنة تحكيم مهرجان دولي
جدل كبير حول شرعية "نجمة" اتحاد العاصمة