أصبحت ظاهرة زحف الرمال من التحديات الكبرى التي تواجه مشاريع البنية التحتية، خاصة في المناطق الجنوبية من الجزائر.
وقد أصبح لهذه الظاهرة تأثير مباشر على الطرقات والسكك الحديدية، مما يعرقل حركة النقل ويؤثر على استدامة المشاريع.
وفي هذا السياق، يسعى المجمع العمومي لإنجاز السكك الحديدية “جي سي أف” إلى إيجاد حلول مبتكرة ومستدامة للتعامل مع هذه الظاهرة.
وكشف الرئيس المدير العام للمجمع، كريم عياش، إطلاق دراسات عدة لمواجهة ظاهرة زحف الرمال من خلال شركته الفرعية “سيتيراي”، المتخصصة في هندسة السكك الحديدية.
وأوضح أن الدراسات تتضمن حلولاً مستدامة تناسب خصائص كل منطقة، وخاصة في الولايات الجنوبية، مع الأخذ في الاعتبار التجارب الدولية الناجحة في هذا المجال.
كما أكد عياش أن هذه الحلول ستطبق على المشاريع الجديدة وكذلك المشاريع القائمة.
تعاون دولي لمعالجة تحديات زحف الرمال
وفي إطار تعزيز التعاون الدولي، أعلن عياش تنظيم ندوة دولية بالتعاون مع الوكالة الوطنية للدراسات ومتابعة إنجاز الاستثمارات في السكك الحديدية “أنسريف” في الربع الأول من 2025.
تهدف الندوة إلى تبادل الخبرات مع الدول التي تواجه نفس التحديات ووضع خارطة طريق لمعالجة زحف الرمال
وأشار عياش إلى أهمية التعاون مع الجامعات ومراكز البحث لتطوير حلول مستدامة.
وقدمت شركة “سيتيراي” حلولًا تقنية للتعامل مع زحف الرمال، مثل إنشاء حواجز طبيعية وصناعية لمنع تراكم الرمال واستخدام مواد مقاومة للحرارة.
وأكدت أهمية أنظمة المراقبة المتطورة للصيانة الدورية وتحليل البيانات لتحديد الأضرار بسرعة. وأشار عياش إلى أن حركة القطارات على خط طابية – بشار شهدت العديد من حالات الاضطراب بسبب زحف الرمال.
المجمع العمومي لإنجاز السكك الحديدية
من جانبه، أكد وزير الأشغال العمومية أن إنشاء المجمع العمومي لإنجاز السكك الحديدية يمثل خطوة هامة في تحقيق مشاريع البنية التحتية الكبرى.
هذا المجمع، الذي يضم 4 شركات متخصصة، يهدف إلى تنفيذ برنامج ضخم لبناء 15.000 كيلومتر من السكك الحديدية، مما سيسهم في ربط المناطق الجنوبية بالمدن الكبرى، وتحقيق استدامة المشاريع رغم تحديات الحرارة العالية وزحف الرمال.
أُنجز 4700 كلم منها على أن تصل إلى 6000 كلم على المدى القصير.
وقال رخروخ :” هذا المجمع يشكل ركيزة أساسية للنهوض بمشاريع خطوط السكك الحديدية”
تجربة علمية لتثبيت الرمال
وفي سياق متصل، أطلقت الجزائر تجربة علمية في الصحراء لتثبيت الكثبان الرملية ميكانيكيًا. وتهدف هذه التجربة، التي تُنفذ في ولاية إن صالح تحت إشراف المعهد الوطني للأبحاث الغابية، إلى الحد من زحف الرمال التي تهدد العديد من المناطق الصحراوية.
وقد نجحت هذه التجربة في ولاية الجلفة، حيث حولت منطقة “المصران” من كثبان رملية إلى غابة من الأشجار.
