أعربت الحكومة الصحراوية وجبهة البوليساريو عن أسفها العميق لتصريحات كاتب الدولة الأمريكية بخصوص تجديد دعم واشنطن لمقترح الحكم الذاتي المغربي في الصحراء الغربية.
واعتبرت القيادة الصحراوية، أن الإدارة الأمريكية تنحاز بشكل واضح للأطروحات التوسعية المغربية ضد الجمهورية الصحراوية، “في تناقض صارخ مع الشرعية الدولية، المتمثلة في قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومجلس الأمن، وكذا الأحكام الصادرة عن محاكم دولية إفريقية وأوروبية، والتي لا تعترف للمغرب بأية سيادة على الصحراء الغربية”.
وأضافت: “تؤكد هذه القرارات جميعها الطبيعة القانونية لقضية الصحراء الغربية بأنها قضية تصفية استعمار لم تكتمل نتيجة لمحاولة المملكة المغربية التملص من التزاماتها بمقتضى خطة التسوية التي وافقت عليها مع جبهة البوليساريو سنة 1991 تحت إشراف منظمتي الوحدة الإفريقية والأمم المتحدة، والتي صادق عليها مجلس الأمن بالإجماع وأنشأ بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية ( المينورسو) لتنفيذها.”
وجددت الجهة ذاتها، في بيان اطلعت عليه منصة “أوراس”، رفض الطرف الصحراوي أي ربط أو مقايضة لقضية الصحراء الغربية، باعتبارها قضية تصفية استعمار، مع مواقف أو تحالفات تتعلق بقضايا أخرى.
وشددت القيادة الصحراوية، على أنه لا يمكن أن تعالج القضية الصحراوية خارج إطار الشرعية الدولية المبنية على قدسية مبدأ حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال والسيادة، وعلى احترام حقوق الإنسان، والمبادئ الديمقراطية التي تشكل الأساس لأي حل عادل ودائم.
وذكّرت “البوليساريو”، بأن جميع المحاولات السابقة الرامية إلى فرض حلول خارج قرارات الشرعية الدولية كلها باءت بالفشل.
واعتبرت الجمهورية العربية الصحراوية، أن الانحياز المعلن والصريح للاحتلال المغربي اللاشرعي قد يقوض دور الإدارة الأمريكية الحالية في لعب أي دور بنّاء في عملية السلام التي ترعاها الأمم المتحدة في الصحراء الغربية.
وأشار البيان إلى أن الموقف التقليدي للإدارات الأمريكية السابقة، سواء الجمهورية أو الديمقراطية، طالما كان أكثر اتزاناً وموضوعية، بما يعكس القيم الأمريكية واحترام مبادئ القانون الدولي.
وتابع: “ولذلك كانت الولايات المتحدة تُعتبر دوماً فاعلاً إيجابيا في الدفع نحو حل سلمي متوازن، لا طرفاً يغذي التوتر بدعم غير مشروط للطرف المعتدي”.
وترى جبهة البوليساريو أن هذا الموقف يتناقض، مع ما أعلن عنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن هدف إدارته هو تحقيق السلام في العالم.
في حين أكدت، أن هذا الموقف لا يُشكل خيبة أمل للطرف الصحراوي فحسب، بل “يمثل خسارة للمكانة الأمريكية الدولية، وصورتها كدولة تبني نفوذها وقيادتها على قيم الحرية، وحق الشعوب في تقرير مصيرها، والسلام القائم على العدل”.
وجدد الطرف الصحراوي تمسكه بالسلام العادل المبني على الشرعية الدولية، وبمفاوضات حقيقية لا تقوم على تشريع الاحتلال اللاشرعي والإملاءات، بل على احترام إرادة الشعب الصحراوي وحقه غير القابل للتصرف في تقرير مصيره والاستقلال، والسيادة الكاملة على أرضه، التي لا يملك غيره حق التصرف فيها.