أعربت حركة البناء الوطني، اليوم السبت، عن استغرابها واستهجانها الشديدين للتصريحات غير المسؤولة الصادرة عن بعض المسؤولين الفرنسيين.
واعتبرت الحركة في بيانها أن هذه التصريحات تحاملاً على الجزائر، وتمادياً غير مقبول وتجاوزاً للأعراف الدبلوماسية.
وأكدت الحركة أن تكرار الأساليب القديمة في الزيارات أو الترحيلات المصحوبة بترتيب أفخاخ مسبقة، وتوجيه آلة إعلامية ضخمة، واستعمال دبلوماسيين سابقين وأبواق مأجورة لتحقيق مآرب اللوبيات الاستعمارية والقوى المتطرفة في النخبة الفرنسية للتأثير على الرأي العام الفرنسي، أصبح مكشوفاً وأساليب بالية لا تجدي نفعاً.
وأوضحت الحركة أن رفض الجزائر للرضوخ لإجراءات أحادية الجانب هو حق سيادي وممارسة مشروعة لصلاحياتها الوطنية.
واعتبرت أن هذا الموقف بمثابة رسالة واضحة لأولئك الذين لم يستوعبوا بعد أن زمن الوصاية قد ولى بلا رجعة.
وشددت الحركة على أن هذه الرسالة موجهة إلى من لا يروقهم ما حققته الجزائر من خطوات كبيرة في مشروعها الوطني.
وأكدت أن الجزائر الجديدة والقوية برئيسها وجيشها ومؤسساتها وشعبها، لن تتنازل عن مبدأ الندية والاحترام المتبادل، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
كما أكدت الحركة على أهمية البحث الجاد عن استقرار ضفتي المتوسط بما يعود بالنفع على شعوب المنطقتين، ويسهم في محاصرة التطرف، وتحقيق التطلعات المشروعة لشعوب المنطقة.
وفي هذا السياق، يشار إلى أن وسائل إعلام فرنسية أفادت بأن السلطات الجزائرية رفضت استقبال المؤثر الجزائري “بوعلام”، المعروف باسم “دوالمن”، بعد ترحيله من فرنسا.
ما دفع الخطوط الجوية الفرنسية إلى إعادته لفرنسا.
وأوضحت صحيفة “لو فيغارو” الفرنسية أن الرفض الجزائري جاء بسبب “عدم التزام باريس بالإجراءات القانونية الخاصة بالترحيل”، لتعود الطائرة الفرنسية أدراجها إلى الأراضي الفرنسية.
وذكر المصادر أن المؤثر المعروف بـ”دوالمن”، البالغ من العمر 59 عامًا، أُوقف في مونبلييه جنوب فرنسا إثر نشره فيديو على منصة تيك توك يحرّض على العنف، قبل أن يتم ترحيله إلى الجزائر عبر طائرة انطلقت من باريس.
من جهة أخرى، اعتبرت السلطات الفرنسية عدم استقبال المؤثر الجزائري من قبل السلطات الجزائرية محاولة لإذلال فرنسا.
وقال وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتيللو في تصريحات بثتها وسائل إعلام فرنسية، أمس الجمعة: “من الواضح أن الجزائر تسعى إلى إذلال فرنسا”، مؤكدًا على ضرورة إعادة تقييم العلاقات الثنائية بين البلدين، بما في ذلك الإجراءات المستقبلية المتعلقة بالجزائر.
وعبر برونو عن دهشته من تصرف الجزائر، وقال: “أعتقد أننا وصلنا مع الجزائر إلى مرحلة بالغة الخطورة”، وعلق على قضية بوعلام صنصال قائلاً: “تعتقل الجزائر حاليًا كاتبًا عظيمًا، بوعلام صنصال، وهو ليس فقط جزائريًا، بل فرنسي أيضًا”.
وتأتي هذه الحادثة في سياق دبلوماسي متوتر بين البلدين، تفاقم بعد اعتقال الكاتب بوعلام صنصال.
وفي الأيام الأخيرة تم توقيف عدد من المؤثرين الجزائريين الآخرين في فرنسا، من بينهم “يوسف أ”، المعروف بـ”زازو يوسف”، الذي دعا إلى تنفيذ اعتداءات في فرنسا وأعمال عنف في الجزائر.
وقد اعتقل وسيُحاكم في 24 فيفري بتهمة تمجيد الإرهاب.
وفي قضية أخرى، وضع “عماد تانتان”، البالغ من العمر 31 عامًا، قيد الحبس الاحتياطي في غرونوبل بعد نشره فيديو يدعو إلى العنف، وسيُحاكم في 5 مارس المقبل.