أجرى وزير الدولة، وزير الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة، محمد عرقاب، يوم الاثنين، محادثات موسعة مع وزير المناجم الإثيوبي، هابتامو تيجيني، في إطار زيارته الرسمية إلى إثيوبيا.
جرى ذلك بحضور مسؤولين بارزين، من بينهم الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك، رشيد حشيشي، والرئيس المدير العام لمجمع سونلغاز، مراد عجال، إلى جانب إطارات من الوزارة والمؤسستين الوطنيتين.
تعزيز الشراكة في قطاع المناجم
تمحورت المباحثات حول تعزيز التعاون الثنائي في قطاعي المناجم والمحروقات، حيث شدد الطرفان على أهمية تطوير الشراكة في استكشاف واستغلال الموارد المعدنية، مع التركيز على المعادن الثمينة والنادرة، والذهب، والفوسفات، والنحاس والزنك.
كما ناقش الجانبان سبل تفعيل مذكرة التفاهم الموقعة بين البلدين عام 2014، التي توفر إطارًا قانونيًا للتعاون في مجالات التنقيب، نقل التكنولوجيا، التكوين، وتبادل الخبرات.
وفي هذا السياق، تم الاتفاق على إعادة تفعيل مجموعة العمل المشتركة لإعداد خارطة طريق واضحة للمشاريع المستقبلية في هذا المجال.
وأكد عرقاب أهمية وضع رؤية استراتيجية للتعاون التقني والعلمي بين البلدين، تشمل الدراسات الجيولوجية، واستغلال المعادن الاستراتيجية، وتطوير الكفاءات البشرية والتكنولوجية في قطاع المناجم.
تعزيز التعاون في قطاع الطاقة والمحروقات
فيما يخص قطاع المحروقات، استعرض الوزير تجربة الجزائر الواسعة في هذا المجال، مشيرًا إلى أن مجمع سوناطراك يمتلك تقنيات متطورة وكفاءات عالية يمكنها دعم إثيوبيا في تطوير قطاعها الطاقوي.
كما ناقش الجانبان فرص الاستثمار المشترك في استكشاف واستغلال النفط والغاز في إثيوبيا، خاصة في المناطق الواعدة مثل أوغادين، المتيلي، ومتاما.
وأعرب عرقاب عن استعداد الجزائر لتقديم الدعم الفني والتكوين للجانب الإثيوبي، بهدف تعزيز قدراته في هذا المجال الحيوي.
إمداد السوق الإثيوبية بالمحروقات
بحث الطرفان أيضًا إمكانية إمداد إثيوبيا بالنفط الخام الجزائري والمنتجات البترولية، نظرًا للطلب المتزايد على الوقود في السوق الإثيوبية.
وتم الاتفاق على دراسة الجوانب التقنية والتجارية التي من شأنها تسهيل هذا التعاون، بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين.
التكامل الاقتصادي الإفريقي في صلب المحادثات
في ختام اللقاء، أكد محمد عرقاب أن تعزيز التعاون الإفريقي يمثل أولوية إستراتيجية للجزائر، تماشيًا مع رؤية رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، الرامية إلى تعزيز التكامل الاقتصادي داخل القارة الإفريقية.
كما شدد على أن الشراكة الجزائرية-الإثيوبية في قطاعي المناجم والطاقة ستكون رافدًا مهمًا لتحقيق التنمية المستدامة.
واتفق الطرفان على مواصلة الحوار والتنسيق عبر تبادل الزيارات التقنية والتجارية، وتعزيز الشراكات بين المؤسسات الجزائرية والإثيوبية، بما يساهم في تطوير التعاون في مجالات الطاقة، والمناجم، والطاقات المتجددة.
