01 يونيو 2025 / أخر تحديث: 1 يونيو 2025
إلهام هواري
اقتصاد
تشهد القارة الإفريقية نموًا متسارعًا في قدرات إسالة الغاز الطبيعي، في إطار سعي عدد من دولها لتعزيز موقعها كمصدّر رئيسي في السوق العالمية للغاز المسال.
وتأتي الجزائر في مقدمة الدول الإفريقية التي ترسّخ مكانتها في هذا القطاع الحيوي، مستفيدة من موقعها الجغرافي الاستراتيجي على البحر المتوسط وبنيتها التحتية المتطورة.
وتُعدّ الجزائر أكبر دولة إفريقية من حيث قدرة إسالة الغاز، حيث بلغت قدرتها 25.3 مليون طن سنويًا بنهاية عام 2024، وفقًا لتقرير وحدة أبحاث الطاقة.
وتُدار هذه القدرات من خلال أربع منشآت رئيسية في سكيكدة وأرزيو، وتُشغّلها شركة سوناطراك.
ورغم تراجع صادرات الجزائر من الغاز المسال في عام 2024، إلا أنها لا تزال تُعتبر واحدة من أكبر المصدرين، وجاءت في المرتبة الثانية في القارة بعد نيجيريا خلال الربع الأول من 2025، بتصديرها كمية أقل من نيجيريا التي صدّرت 3.43 مليون طن.
بحلول نهاية عام 2024، وصلت قدرة إسالة الغاز في إفريقيا إلى 75 مليون طن سنويًا، وهو ما يمثل نحو 15% من القدرة العالمية البالغة 492 مليون طن سنويًا (تشمل 14 مليون طن من الوحدات العائمة).
ومع انطلاق مشروع تورتو أحميم مطلع عام 2025، ارتفعت هذه القدرة إلى 77.3 مليون طن سنويًا.
وتحتل نيجيريا المرتبة الثانية في إفريقيا بقدرة إسالة تبلغ 22.2 مليون طن سنويًا، من خلال ست وحدات في مجمع “إن إل إن جي” الواقع في جزيرة بوني، وتشمل:
وفي الربع الأول من 2025، تصدرت نيجيريا صادرات الغاز في القارة، مدعومة باستقرار قدراتها الإنتاجية.
رغم امتلاك مصر ثلاث وحدات إسالة رئيسة بقدرة إجمالية 12.2 مليون طن سنويًا (5 ملايين طن من محطة دمياط، و7.2 مليون طن من إدكو)، فإن البلاد واجهت ضغوطًا في السوق نتيجة انخفاض الإنتاج المحلي، ما اضطرها إلى العودة إلى استيراد الغاز منذ جوان 2024.
وسجلت واردات مصر من الغاز المسال 4 ملايين طن بين جوان 2024 وأفريل 2025، بالتوازي مع تعزيز قدرة إعادة التغويز.
ومن جانب آخر ورد في تقرير وحدة أبحاث الطاقة أن أنغولا تمتلك منشأة واحدة لإسالة الغاز بقدرة 5.2 مليون طن سنويًا عبر مشروع “أنغولا للغاز المسال”.
كما أن غينيا الاستوائية تسهم بمحطة واحدة هي “إي جي للغاز المسال”، بقدرة 3.7 مليون طن سنويًا.
وفي تحول بارز، بدأت موريتانيا والسنغال إنتاج الغاز المسال لأول مرة من مشروع تورتو أحميم، الذي يقع قبالة سواحلهما.
وتم تشغيل المرحلة الأولى مطلع 2025 بقدرة إنتاجية تبلغ 2.3 مليون طن سنويًا.
ويدعم هذا المشروع الطموحات المشتركة للبلدين في تعزيز صادرات الطاقة، خصوصًا بعد وصول وحدة الإنتاج والتخزين والتفريغ العائمة إلى الموقع في جوان 2024.
وفي ظل تطورات مشروعات تورتو أحميم إلى جانب توسعات أخرى في كندا وأميركا، من المتوقع أن تصل قدرة الإسالة العالمية إلى 515.6 مليون طن سنويًا، بحلول نهاية عام 2025، وفق بيانات منظمة أوابك.
ومن جهتها موزمبيق أطلقت مشروع “كورال ساوث” بقيادة شركة إيني، والذي بدأ الإنتاج في نوفمبر 2022 بقدرة 3.4 مليون طن سنويًا.
ومن المنتظر أن تشهد البلاد توسعات مستقبلية تُسهم في رفع القدرة الإجمالية لإسالة الغاز في أفريقيا.
وبحلول عام 2050، يُتوقع أن تمثّل إفريقيا نحو 19% من القدرة العالمية لإسالة الغاز، التي قد تصل حينها إلى 1.004 مليار طن سنويًا.
ويعزز هذه التوقعات دخول مشروعات عملاقة في نيجيريا وموزمبيق وموريتانيا والسنغال حيز التنفيذ والتوسع.
يذكر أن الجزائر حلّت في المركز التاسع عالميًا ضمن قائمة أكبر مصدّري الغاز الطبيعي المسال خلال الربع الأول من سنة 2025، بحسب ما كشفه تقرير دولي حديث صادر عن وحدة أبحاث الطاقة.
ورغم تسجيل انخفاض بنسبة 25% في الكميات المصدّرة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، إلا أن الجزائر حافظت على مكانتها ضمن نادي العشرة الكبار عالميًا، بإجمالي صادرات بلغ 2.24 مليون طن خلال الأشهر الثلاثة الأولى من السنة الجارية.
وفي سياق متصل شهدت صادرات الغاز المسال الجزائري في شهر فيفري 2025، زيادة بلغت أكثر من 290 ألف طن على أساس شهري، حيث ارتفعت الصادرات إلى 0.68 مليون طن، مقارنة بـ 0.38 مليون طن في جانفي 2025.
