أعلنت الجزائر، اليوم الإثنين، دفعا قويا لاستراتيجيتها في الانتقال الطاقوي، من خلال التركيز على الهيدروجين الأخضر والطاقات المتجددة، كخيار استراتيجي لمستقبلها الاقتصادي والبيئي، وذلك خلال افتتاح معرض ومؤتمر الطاقة والهيدروجين لإفريقيا وحوض البحر الأبيض المتوسط “NAPEC 2025”.
وأكد وزير الدولة، وزير المحروقات والمناجم محمد عرقاب، أن الحكومة أطلقت مشاريع لإنتاج 3200 ميغاواط من الطاقات المتجددة في إطار برنامج وطني أقره رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، مبرزًا أن الجزائر تعمل على تحقيق مزيج طاقوي فعّال ومنخفض الكربون، من خلال جذب الاستثمار، وتوسيع التعاون الإقليمي، وتعزيز التصنيع المحلي.
وأوضح الوزير أن تنفيذ هذا البرنامج سيمكن من تقليل استهلاك الغاز في إنتاج الكهرباء وتطوير مشاريع الهيدروجين الأخضر وتصدير الكهرباء المنتجة من مصادر متجددة، فضلا عن تحقيق نمو صناعي مستدام.
بنية تحتية عابرة للحدود
في سياق متصل، كشف عرقاب أن الجزائر تعمل على مشروع “SoutH2 Corridor”، لنقل الهيدروجين وربط ضفتي المتوسط، مع مواصلة المحادثات مع شركاء دوليين لخلق سوق إقليمية طاقوية عابرة للحدود، تقوم على بنية تحتية قوية وفرص استثمار جذابة.
وأكد أن خارطة الطريق الوطنية للهيدروجين يتم تنفيذها بالشراكة مع مختلف الفاعلين، بهدف خلق فرص اقتصادية وصناعية جديدة على المستوى المحلي والمتوسطي، داعيًا إلى وضع أطر تنظيمية ومالية مرنة لجذب التمويل الدولي.
معرض “ناباك”
ويُعد معرض “NAPEC” أحد أهم التظاهرات الطاقوية في إفريقيا وحوض المتوسط، حيث يشارك في طبعته الـ13 أكثر من 500 عارض من 60 دولة، تشمل شركات نفط وطنية ودولية ومزودي حلول تكنولوجية ومقاولي مشاريع هندسية وممثلي حكومات ومراكز بحث وجامعات.
وينعقد المعرض تحت شعار: “تسريع طاقة الغد وتحقيق مزيج طاقوي فعّال من خلال الشراكات – الاستثمار – الابتكار والتكنولوجيا”، ويحتضن جلسات وورشات عمل تركز على:
- تسريع الانتقال نحو مصادر طاقة نظيفة
- إدماج الرقمنة والذكاء الاصطناعي
- دعم الشراكات بين القطاعين العام والخاص
- تعزيز التعاون جنوب–جنوب وشمال–جنوب في مجال الطاقة
دعوة لدور وطني أكبر
ودعا الوزير محمد عرقاب المؤسسات الجزائرية العمومية والخاصة إلى المساهمة بفعالية في مشاريع الطاقة الوطنية، من خلال تصنيع المعدات محليًا وتوفير الخدمات التقنية، دعمًا لسيادة الجزائر الطاقوية وخلقًا لمناصب شغل جديدة.
كما أشار إلى أن أمن الطاقة بات في صلب التحديات العالمية، داعيًا إلى تعاون إقليمي أوسع لضمان إمدادات طاقوية موثوقة ومستدامة لصالح شعوب المنطقة والأجيال القادمة.









لا يوجد تعليقات بعد! كن أول المعلّقين