تستعد الجزائر لإطلاق منظومة وطنية جديدة لتأهيل الشباب من أجل الانخراط الفعّال في المشاريع الكبرى التي تسعى الدولة إلى تنفيذها في مختلف القطاعات.
وصرّح وزير الشباب المكلف بالمجلس الأعلى للشباب، مصطفى حيداوي، خلال زيارته إلى منجم غار جبيلات بولاية تندوف، بأن إشراك الشباب في هذه المشاريع يمثل أولوية استراتيجية.
وأشار حيداوي إلى أهمية مشروع غار جبيلات ضمن رؤية رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، حيث يهدف إلى تعزيز الاقتصاد الوطني وتنمية المناطق المحلية.
وأضاف بأن هذه المشاريع تتطلب كفاءات ومهارات تتيح للشباب الانخراط الفعّال في المناصب التي ستوفرها مثل هذه المشاريع.
وأوضح الوزير أن الجهات المعنية، من دوائر وزارية وسلطات محلية وشركات، مطالبة بالعمل بشكل متكامل لضمان تنفيذ هذه المشاريع في آجالها المحددة.
وأردف أن تهيئة يد عاملة مؤهلة يشكل خطوة أساسية لتحقيق الأهداف التنموية المرجوة.
وفي سياق متصل، أكدت كاتبة الدولة المكلفة بالمناجم، كريمة طافر، على ضرورة تعزيز قدرات الشباب وإعدادهم للعمل ضمن المشاريع الاستراتيجية مثل غار جبيلات.
وكشفت أن المشروع سيساهم في تقليص فاتورة الاستيراد وتعزيز الصناعة المحلية، مع توفير فرص عمل واسعة للشباب في تندوف والمناطق المجاورة.
وأشارت طافر إلى التعاون مع وزارات التعليم العالي والتكوين المهني لإعداد برامج تكوينية تتماشى مع متطلبات هذا المشروع الضخم.
وأضافت أن الشباب سيتم توجيههم نحو تخصصات محددة تتناسب مع احتياجات المشروع.
وفي سياق متصل، كان وزير الدولة، وزير الطاقة والمناجم قد أكد خلال تنصيب بلقاسم سلطاني رئيسًا مديرًا عامًا جديدًا لمجمع “سوناريم” على أهمية استمرارية المشاريع الكبرى في القطاع المنجمي، مشيرًا إلى أن تطوير منجم غار جبيلات، ومشاريع الزنك والرصاص بتالة حمزة-واد أميزور، بالإضافة إلى مشروع الفوسفات المدمج ببلاد الحدبة وواد الكبريت، تعد من بين أبرز الأولويات لتحقيق النمو الاقتصادي.
وأوضح الوزير أن هذه المشاريع ستسهم في إعادة إحياء النشاطات المنجمية من خلال خلق فرص عمل محلية، وتطوير الصناعة التحويلية، ونقل التكنولوجيا، وتعزيز القدرات الوطنية.
كما دعا إلى الالتزام بالآجال المحددة لتسريع دخول المشاريع حيز الخدمة، مشيرًا إلى أن مشروع الزنك والرصاص سيبدأ العمل به في جويلية 2026، مما سيعزز دور الجزائر في الأسواق العالمية.
تأتي هذه التصريحات في إطار جهود الدولة لتعزيز قطاع المناجم كركيزة أساسية لدعم الاقتصاد الوطني وتحقيق التنمية المستدامة في مختلف المناطق، خصوصًا في الجنوب الكبير
وشهدت الجلسة الختامية للملتقى الوطني حول “غار جبيلات: محطة لتعزيز قدرات الشباب”، وفقا لبيان المجلس اليوم الأحد اتفاقًا بين المجلس الأعلى للشباب وشركة “فيرال” على توفير 115 منصب عمل لفائدة شباب المنطقة المؤهلين، على أن يتم الإعلان عنها عبر منصة “وسيط”.
كما أعلن المجلس الأعلى للشباب إطلاق حملات توعوية قريبة تستهدف ولايات تندوف وبشار وبني عباس.
وتهدف هذه الحملات إلى تقديم الإرشاد والتوجيه حول كيفية إنشاء المؤسسات المصغرة والمتوسطة، والاستفادة من الفرص الاقتصادية التي يوفرها مشروع غار جبيلات.
ودعا المشاركون في الملتقى إلى تفعيل برامج تكوينية متكاملة تركز على تطوير مهارات الشباب في مجالات المقاولاتية، وتعزيز قدراتهم اللغوية لتحسين فرص التوظيف.
للتذكير، يرتبط مشروع غار جبيلات بمشاريع كبرى أخرى مثل خط السكة الحديدية بين تندوف وبشار، وإنشاء وحدات لمعالجة وتحويل خام الحديد. ومن المتوقع أن تسهم هذه المشاريع في خلق ديناميكية اقتصادية بالمنطقة الجنوبية الغربية وتعزيز التنمية المستدامة