أكد مدير المدرسة الوطنية العليا للعلوم الفلاحية طارق حرطاني، اليوم الخميس، أن الجزائر تسعى لتحقيق الاستدامة وذلك من خلال الاعتماد على الزراعات الاستراتيجية التي تمثل إحدى ركائز السيادة الوطنية.
وفي تصريح للإذاعة الجزائرية، أوضح حرطاني أن الزراعات الاستراتيجية تعتمد على الشُعب ذات الاستهلاك الواسع مثل الحبوب والبقوليات والبطاطا والطماطم وغيرها من المستلزمات الأساسية اليومية للمواطن.
وشدد المسؤول ذلته، أن الجزائر تسعى لتحقيق الاستدامة التي تقوم على تحقيق التوازن بين استغلال الموارد مثل التربة والمياه والبذور وتكييفها مع المناخ، ضمن استراتيجية تمتد حتى آفاق 2040.
مضيفاً أن الاستراتيجية العامة للدولة تركز على تعزيز الشعب التي تشكل نقاط قوة لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتصدير الفائض، مع دعم الشعب ذات الأولوية مثل الشعير والذرة.
في السياق ذاته، أكد طارق حرطاني أن البحث العلمي يلعب دورًا محوريًا في تقديم مؤشرات دقيقة لصناع القرار لتجسيد هذه الاستراتيجية، مشيراً إلى أن تطوير قطاع الحبوب يتم وفق خطة تشاركية بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وقطاعات أخرى،
وأكد مدير المدرسة الوطنية العليا للعلوم الفلاحية، أن هذه الخطة تُنفذ حاليًا من قبل لجان مختصة في ولايات نموذجية، حيث تأخذ بعين الاعتبار خصوصيات كل منطقة في اختيار البذور وطرق الزراعة.
وأضاف حرطاني أن الفلاحة الذكية، التي تعتمد على البحث العلمي والتطور التكنولوجي، هي محل اهتمام عالمي كونها توفر بيئة ملائمة للمحاصيل الزراعية وتساهم في تحسين النوعية والمردودية.
الأمن الغذائي أولوية استراتيجية
أكد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، في وقت سابق أن الجزائر جعلت من الأمن الغذائي أولوية استراتيجية وركيزة للأمن القومي، مشيرًا إلى أن الغذاء بات اليوم سلاحًا ذا تأثير يفوق الأسلحة التقليدية في عالم يتسم بتزايد التحديات الاقتصادية والسياسية.
وشدد الرئيس تبون على أهمية العصرنة وتسخير التقنيات الحديثة لتطوير القطاع الفلاحي والرفع من الإنتاجية الوطنية، بما يعزز الاستقلالية الاقتصادية ويخفف التبعية للريع البترولي.
كما أكد الرئيس أهمية استغلال الطاقات الشبابية من المهندسين الفلاحيين عبر المؤسسات الناشئة والصغيرة، لدفع عجلة العصرنة في الزراعة وتحقيق نقلة نوعية نحو الاكتفاء الذاتي في المحاصيل الإستراتيجية، مثل القمح الصلب والذرة الصفراء والشعير.
