كشف كاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية المكلف بالجالية الوطنية بالخارج، سفيان شايب، تفاصيل جديدة عن عملية توقيف موظفها القنصلي بباريس، الذي سُجن بعد اتهامه بالمشاركة في عملية اختطاف مزعوم للمدعو أمير بوخرص المعروف بـ”أمير دي زاد”، التي تعود إلى أفريل 2024.
وأوضح شايب، في حوار مع التلفزيون العمومي مساء الثلاثاء، أن الموظف القنصلي الجزائري “تم توقيفه في الشارع في ظروف غير مسبوقة دون الاحتكام إلى الطرق القانونية المتعارف عليها من قبل السلطات الفرنسية المختصة”.
وشدد على أن الجزائر “تندد بشدة بالذريعة المقدمة من طرف السلطات الفرنسية لوضع الموظف القنصلي الجزائري رهن الحبس المؤقت”.
وأضاف أن توقيف الموظف القنصلي الجزائري جاء “تحت ذريعة أن هاتفه المحمول مرتبط بعنوان إقامة يحاذي إقامة أحد الخارجين عن القانون”، في إشارة إلى المدعو أمير بوخرص.
واعتبر أن “الحجة واهية لطعن العلاقات الجزائرية الفرنسية التي كانت قد بدأت تعود إلى طبيعتها”.
وأكد أن “هذا الفعل يخالف كل الأعراف والمواثيق الدبلوماسية المتعارف عليها ويعتبر انتهاكًا صارخًا للاتفاقيات والمعاهدات بين البلدين”.
وحمل شايب وزير الداخلية الفرنسي المسؤولية الكاملة في هذا الوضع الجديد بين الجزائر وفرنسا.
وأشار إلى أن “هذا الفعل المشين يأتي بعد دخول العلاقات الجزائرية الفرنسية مرحلة من التهدئة إثر الاتصال الهاتفي بين قائدي البلدين الذي أعقبته زيارة وزير الخارجية الفرنسي إلى الجزائر”.
وشدد كاتب الدولة على أن “الجزائر سجلت موقفها الواضح في جميع مراحل هذه القضية مع العلم أن الموظف القنصلي الجزائري الموقوف جورا يحظى بحماية وحصانة وامتيازات مرتبطة بمهامه القنصلية”.
وكانت وزارة الشؤون الخارجية قد أعلنت، في بيان مساء الإثنين، أن الجزائر “اتخذت بصفة سيادية قرارا باعتبار 12 موظفًا عاملين بالسفارة الفرنسية وممثلياتها القنصلية بالجزائر والمنتمين لأسلاك تحت وصاية وزارة الداخلية لهذا البلد أشخاصا غير مرغوب فيهم”.
وأوضحت أنه تم “إلزامهم بمغادرة التراب الوطني في غضون 48 ساعة”.
وأرجعت الوزارة قرارها إلى “الاعتقال الاستعراضي والتشهيري في الطريق العام الذي قامت به المصالح التابعة لوزارة الداخلية الفرنسية بتاريخ 08 أفريل 2025 في حق موظف قنصلي لدولة ذات سيادة معتمد بفرنسا”.
وأضاف البيان أن ما جرى يمثل “ممارسات قذرة تجاه موظف قنصلي محميّ بالحصانة”، مشيرًا إلى أنه “تمت معاملته بطريقة مشينة ومخزية على شاكلة سارق”.