الجزائر خارج “بريكس”.. لأسباب سياسية أم اقتصادية؟ أميرة خاتو

الجزائر خارج “بريكس”.. لأسباب سياسية أم اقتصادية؟

قرّرت مجموعة “بريكس” الاقتصادية، توسيع التكتل بقبول عضوية مصر وإيران وإثيوبيا والأرجنتين والسعودية والإمارات، فيما لم يتم قبول طلب انخراط الجزائر.

وراهنت الجزائر بقوة على “بريكس”، وبذلت جهود حثيثة للانضمام إلى واحدة من أكبر التكتلات الاقتصادية في العالم.

“الكولسة”

فتح قبول عضوية دول تمتلك مديونية خارجية ضخمة، وأخرى تمتلك عملة وطنية منهارة، التساؤلات حول المعايير التي أخرجت الجزائر من حسابات “بريكس”.

في هذا الصدد، يرى الخبير الاقتصادي والاستراتيجي، عبد القادر سليماني، أن الأسباب التي حالت دون انضمام الجزائر إلى “بريكس”، ليست اقتصادية، مشيرا إلى أن “الكواليس هي من أخرجت الجزائر من “بريكس”.

وأوضح عبد القادر سليماني، في تصريح لـ”أوراس”، أن إثيوبيا مثلا لا يتعدى ناتجها الإجمالي 85 مليار دولار، واقتصادها ضعيف وليس لديها موانئ كما تعاني من المجاعة، والأرجنتين دولة لديها مديونية كبيرة، وإيران تعاني من عقوبات دولية رغم أنها تتحكم نوعا ما في الإنتاج المحلي، إلا أنها لا تمتلك معدلات النمو التي تمتلكها الجزائر.

وأشار سليماني، إلى أن معدل النمو في الجزائر فاق 4 بالمائة وناتجها المحلي فاق 220 مليار دولار، والصادرات خارج المحروقات فاقت 7 مليار دولار، مبرزا أن الجزائر كانت من أول الدول التي رافعت في الستينيات من أجل نظام دولي متعدد الأقطاب.

وأضاف: “كانت هناك لعب سياسية في كواليس “بريكس” أخرجت الجزائر من المجموعة”.

معايير غامضة

وتحفظت المجموعة الاقتصادية عن ذكر المعايير التي اختارت وفقها الأعضاء الجدد.

وأبرز عبد القادر سليماني، أن الجزائر قدمت كل الضمانات والإمكانيات اللازمة، وهذا لم يشفع لها لقطع تذكرة التكتل ما يؤكد “وجود لعبة كواليس”.

من جهته يعتقد الخبير الاقتصادي، سليمان ناصر، أن مجموعة “بريكس” تمتلك معايير اقتصادية وسياسية خاصة.

وأشار سليمان ناصر، في تصريحات خصّ بها منصة “أوراس”، إلى أنه يجب الأخذ بعين الاعتبار المعايير الاقتصادية والسياسية معا.

وأبرز أن البعض راح للتركيز على علاقات الجزائر مع الصين وروسيا وزيارات الرئيس تبون إلى هناك، وتناسوا أن هناك أعضاءً آخرين يُصوّتون على القرار على غرار البرازيل والهند.

وأضاف: ” هناك أعضاء آخرين ليسو بالضرورة في صف الجزائر وربما يفضّلون انضمام دول أخرى”.

لماذا استُثنيت الجزائر؟

أعلن رئيس جنوب إفريقيا أن “بريكس” وجّهت دعوة إلى الأرجنتين ومصر والسعودية والإمارات وإثيوبيا وإيران، للانضمام إليها.

ووقع اختيار المجموعة على الدول الستة من أصل 23 دولة قدّمت طلبا رسميا، من بينها الجزائر.

وكون التكتل، اقتصادي بالدرجة الأولى تُطرح التساؤلات حول المميزات التي تحوزها الدول الجديدة في “بريكس” ولا تمتلكها الجزائر.

في هذا الصدد، رجّح الخبير الاقتصادي سليمان ناصر، أن المسألة تتعلق بقوة الاقتصاد وتنويعه.

وقال سليمان ناصر، إنه باستثناء إثيوبيا تمتلك الدول الخمس الأخرى ناتجا داخليا خاما أكبر من الجزائر.

وتابع: “كما أن إثيوبيا تمتلك ميزة هامة وهي تسجيلها لأكبر معدلات النمو في إفريقيا”.

وسلط محدّثنا الضوء على نقط مهمة، بقوله إن الأرقام التي تُعلن عنها الدول الأخرى صحيحة، في حين تُقدم الجزائر أرقاما سياسية أو مضخمة ومبالغ فيها وهو الأمر الذي لا يساعد “بريكس” ولا يساعد الجزائر.

ماذا بعد “بريكس”؟

لا يُعتبر الانضمام إلى “بريكس” هدفا بحدّ ذاته بالنسبة للجزائر، بل وسيلة يمكن الاعتماد عليه لتحقيق الهدف الحقيقي المتمثل في النهوض بالاقتصاد الجزائري.

في هذا الصدد، قال الخبر الاقتصادي عبد القادر سليماني، إن الجزائر اليوم مطالبة بمراجعة حساباتها، وإعادة ترتيب أولوياتها في السياسات الاقتصادية والخارجية، والعودة إلى محيطها الإفريقي والمتوسطي والاعتماد على الشركاء التاريخيين والكلاسيكيين للنهوض باقتصادها.

ويرى عبد القادر سليماني أنه على الجزائر الدخول في تكتلات وإعادة التفاوض مع الاتحاد الأوروبي والاعتماد على استراتيجية الثنائيات أو البينيات التجارية.

من جهته، أكد سليمان ناصر، أن هناك نقطة إيجابية في عدم انضمام الجزائر لـ”بريكس”، وهي العمل أكثر والسعي إلى تنويع الاقتصاد والخروج من اقتصاد الريع.

وأضاف: “نحن نخطو خطوات جيدة في هذا المجال، إلا أننا مجبرين على أن نكون أكثر صرامة وجدية لكي ننوع صادراتها أو نرفع معدلات النمو.

حظوظ الانضمام

أكدت مجموعة “بريكس” نيتها في توسيع التكتل وقبول أعضاء جدد مستقبلا.

وقال الخبير الاقتصادي سليمان ناصر، إن حظوظ الجزائر مازالت قائمة للانضمام إلى التكتل.

وأبرز أن معايير “بريكس” التي ليست مكشوفة للآخرين، هي اقتصادية بالدرجة الأولى وبدرجة أقل معايير سياسية، فإذا تحسّنا من الناحية الاقتصادية ورفعنا ناتجنا المحلي الخام ومعدلات النمو، وقدّمنا أرقاما صحيحة وغير مضخمة يمكننا أن نظفر بعضوية المجموعة.

وأضاف: “الصين وروسيا لديهما مصلحة كبيرة في انضمام الجزائر، لأنها فرصة ذهبية لتوسيع نفوذهما في إفريقيا”.

شاركنا رأيك

  • غير معروف

    الخميس, أغسطس 2023 14:38

    للجحيم كى الغرب كى البريكس الأفضل الجزائر تعتمد على نفسها و أبنائها و تنظر لا للأمام و لا الخلف كفاكم غفلة و مزلة و إعتماد على غيركم

  • حاجة منير

    الخميس, أغسطس 2023 15:36

    لا اتفق مع كلام هؤلاء المحللين بل عدم قبول الجزائر في منظمة البريكس يرجع منه اكثر الى اسباب سياسية محظة . و عليه اتمنى من الرءيس الجزائري ان بعيد النظر في علاقاته و بالخصوص مع الصين و ان لا يفتح الاقتصاد الجزائري لها اكثر مما يفعل. و يعيد النظر في الاتفاقية مع الاتحاد الاوربي و امريكا .

  • رابح

    الخميس, أغسطس 2023 16:10

    في ر أيي أحسن شي هو انشاء تكتل اسلامي موحد من كل دول العالم وانشاء عملة اسلامية عالمية موحدة وانشاء اقتصاد اسلامي لا علماني لا اشتراكي لا شيوعي والاهتمام أكثر بالنخبة الاسلامية هي التي تسير الإقتصاد الاسلامي بدل من التضييق عليها وتهجيرها إلى الدول الغربية ونحن في الجزائر حمدالله اعطانا الله كل شئ جميل الارض البحر الصحراء المناخ الثروات متنوعة واتمنى تغيير الانضمة البنكية الفاسدة الربوية التي انشأها روتشيلد اليهودي وانشاء بنوك متخصصة بنك خاص بالتجارة وبنك خاص بالصناعة وبنك خاص بالاسكان وبنك بالفلاحة والصيد كل مجال له بنكه الخاص واشراك الشعب بالاسهم للاستثمار فيه باموالكم لكي تدور حركة رؤوس الاموال

  • top Cap

    الخميس, أغسطس 2023 16:11

    منطق “المحلّل الإقتصادي ” مليء بالتناقظات :
    – يقول في البداية أن سبب إقصاء الجزائر هو “الكولسة”…ليعود قبل نهاية حديثه ليقول أن سبب الإقصاء عائد للمعايير الإقتصادية بالدرجة الأولى !!!
    – يقول في البداية أن صادرات الجزائر خارج المواد الطاقية فاقت 7MD$ …ليعود قبل نهاية حديثه ليقول أن الجزائر إقتصادها ريعي بالدرجة الأولى و غير متنوع !!!

    الأطروحة في واد والخلاصات في واد آآآخر…

    على البلاد أن تقف أمام الأمر الواقع ألا وهو أن إقتصادها ونسبة نموها يعتمدان 99% على مصدر طاقي ريعي غير مهيكل إقتصاديا…غير شفاف تسييريا…وغير مستقر سياسيا…وبالتالي غير مٌطمئنِِ لأي شريك…

  • توفيق

    الخميس, أغسطس 2023 21:14

    عاجل بوتين يهنئ مصر والأعضاء الجدد بعد انضمامهم لمجموعة بريكس

    بوتين: أهنئ الأعضاء الجدد الذين سيعملون معا في السنة القادمة، سنستمر بما بدأنا به بشأن توسيع “بريكس”، وأعني بناء العمل الفعال مع الأعضاء الجدد وكل من يعمل في نطاق “بريكس” والراغبين في العمل معنا. ننظر إليهم باهتمام واحترام كبير.

    وأعلن رئيس جمهورية جنوب إفريقيا سيريل رامافوز، في جلسة بقمة “بريكس” اليوم الخميس، أن المجموعة وافقت علي انضمام الأرجنتين ومصر وإيران والسعودية والإمارات واثيوبيا إليها.
    أظن ان لقجع و بوريطة و المخزن هم من كانوا السبب في عدم قبول انضمام القوة الضاربة الجزائر الى مجموعة لبريكس
    و اخيرا و ليس اخر اذا ارادت الجزائر الانضمام فعليها ان تصلح علاقاتها مع المملكة المغربية و الا فلن يقبل ملفها السنة القادمة و هذا هو السبب الرئيسي

  • غير معروف

    الخميس, أغسطس 2023 21:54

    اظن انه علينا مراجعة علاقتنا مع هذه الدول وخاصة التي رفضت طلب انضمامنا ومحاولة الاعتماد على انفسنا اكثر كما فعلت امريكا في 1945

  • Dida

    الخميس, أغسطس 2023 22:43

    باختصار شديد هوان الجزائر بعيد كل بعد عن الرهانات المستقبلية للمنظمة وهو بدوره فشل ذريع لدبلوماسية الجزائرية

  • وسام

    الخميس, أغسطس 2023 22:51

    البطاطا حطمتنا و الحليب رايب خثر الحال و الأنترنات شوشت علينا من سرعتها القوية و القمح و ما أدراك مالقمح…….. حشاكم الحمير يتفرجو على سباق الخيل فقال حمار لحمار مثله لو أكملنا الدراسة لكنا في حلبة السباق و بدأت القصة و جميل أن الحمار أراد أن يلحق بالحصان لكن هل هذا ممكن؟ الأكيد أنه لا يدرك أنه حمار و لا داعي لمساعدته لأنك إن فعلت فأنت مثله. آسف لكن إن كنت حمار فحاول أن تكون بطلا في الحمولة لا في السباق

  • محمد علي

    الخميس, أغسطس 2023 22:58

    الشيء الذي ينقص ملف الجزائر هو التطبيع مع اسرائل و هذا لن يحدث إن شاء الله ، الم تلاحظوا بصمات اسرائل في الملف .

  • عادل

    الخميس, أغسطس 2023 23:21

    هههه كلاهما لا اقتصاد لا سياسة .اليوم الدي تضعون ايديكم في يد المغرب سوف يصبح لكم شأن

  • ن.منير

    الإثنين, أغسطس 2023 19:24

    انا

  • اكس مواطن

    الإثنين, سبتمبر 2023 22:10

    الجزائر خارج البريكس لأسباب أخلاقية ! حكام الجزائر ماعنهم لا دين لا نخوة لا مروؤة لا شهامة.. ضيعوا كل شيء..

  • لحسن

    السبت, سبتمبر 2023 16:24

    الدي ينقص الجزائر هو الهيبة و الثاتير على لسان وزير خارجية روسيا

  • سمير

    الثلاثاء, أكتوبر 2023 21:33

    ازمة رجال

  • Ali

    الأربعاء, نوفمبر 2023 00:06

    بوريطة والقجع هما السباب