في مشهدٍ يعكس عمق الألم الفلسطيني وسقوط الأقنعة الدولية، صدحت الجزائر مجددًا من منبر مجلس الأمن لتؤكد أن زوال الاحتلال الإسرائيلي عن فلسطين ليس أمنية بل حتمية تاريخية، وأن صمت المجتمع الدولي على المجازر اليومية هو شراكة في الجريمة لا حياد.
في كلمة ألقاها نائب المندوب الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة، توفيق العيد كودري، خلال اجتماع مجلس الأمن المخصص لبحث تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية، عبّر عن إدانة الجزائر القاطعة للعدوان الصهيوني على سوريا، ورفضها القاطع لكل الانتهاكات التي تمس سيادة الدول واستقرار المنطقة.
وأكد كودري أن غزة اليوم “لا تعرف إلا الموت”، حيث تتفنن قوات الاحتلال في قتل الفلسطينيين بدمٍ بارد، وكأنها تسعى، كما قال، لإخلاء الأرض من أهلها. وأضاف: “هذا الاحتلال المغذّى بجنون القوة، يراهن على كسر إرادة الفلسطينيين، لكنه ينسى أن عجلة التاريخ لا تعود إلى الوراء”.
ولم يخفِ المندوب الجزائري أسفه من عجز مجلس الأمن عن اتخاذ قرارات رادعة، رغم تواتر الاجتماعات، مؤكداً أن هذا الفشل ليس فقط تخاذلاً بل فضيحة أخلاقية وإنسانية، في وقت تستمر فيه المجازر بلا توقف.
ووجّه كودري نقدًا لاذعًا لأولئك الذين يبررون قتل الأطفال الفلسطينيين بوصفهم “أضراراً جانبية”، مستشهداً بإحصائيات الأونروا التي تكشف عن مجزرة مستمرة، حيث يُقتل يوميًا صفّ دراسي كامل من الأطفال منذ 7 أكتوبر 2023.
كما فضح تبريرات استهداف المستشفيات التي وصفتها قوات الاحتلال بأنها “مراكز قيادة”، بينما تؤكد منظمة الصحة العالمية أن ما يجري هو اعتداء متعمد على المرافق الطبية، أدى لانهيار النظام الصحي بغزة.
أما عن المساعدات، فأكد أن نقاط توزيعها تحوّلت إلى مصائد موت متعمدة، والمساعدات نفسها باتت “أداة تهجير لا إنقاذ”.
وختم كلمته بالقول: “من لم تهزّه هذه المجازر فليسأل إنسانيته إن كانت لا تزال حيّة”، مطالبًا بتحقيق دولي ومحاسبة جنائية، وقبل ذلك، وقفًا فوريًا لإطلاق النار وإنقاذ ما تبقى من أرواح تحت الحصار والنار، مشيرا إلى أن المجازر المتكررة تندرج ضمن “التطهير العرقي والإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية”، واصفا نتيجتها بأنها “أجساد تموت من العطش قبل أن تموت بالقذائف والرصاص وأطفال يولدون بلا طفولة ويموتون بلا قبور”.









لا يوجد تعليقات بعد! كن أول المعلّقين