أجمع متتبعون للشأن السياسي والأمني للمنطقة، على أن الجريمة الشنعاء التي ارتكبها نظام المخزن في حق 03 جزائريين أبرياء، لن تضر مصالح الجزائر والمغرب فقط، بل ستمتد تداعياتها لتمس دول الجوار بما في ذلك تونس وموريتانيا وليبيا.
في هذا الصدد، نقل موقع “إرم نيوز” آراء دبلوماسيين تونسيين ووزراء سابقين بخصوص موقف تونس من التوتر الحاصل بين الجزائر والمغرب، حيث تباينت الآراء بين من يرجح أن تونس انحازت إلى الجزائر بعد امتناعها عن التصويت على قرار مجلس الأمن المتعلق بتمديد عهدة بعثة “المينوروسو” في الصحراء الغربية، ومن يعتقد بأنه موقف حكيم اتخذته الدبلوماسية التونسية.
وأكد مسؤول في وزارة الخارجية التونسية، في تصريح خص به “إرم نيوز”، أن موقف تونس من الأزمة بين الجزائر والمغرب لطالما اتسم بالحياد وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدين.
وأرجع المتحدث ذاته، سبب امتناع تونس عن التصويت لصالح المغرب، كون الامتناع لا يلحق الضرر بالدولتين مما يسمح للدولة التونسية بالالتزام بسياسة الحياد.
فيما اعتبر وزير الخارجية التونسي الأسبق أحمد ونيس، أن الحياد بحد ذاته انحياز إلى الجزائر خاصة وأن “تونس حادت عن موقفها التقليدي” لصالح الموقف الذي تدعمه الجزائر.
في سياق منفصل، أكد محمد صالح العبيدي وهو محلل سياسي تونسي، أن الدبلوماسية التونسية وجدت نفسها في حرج فعلي في ظل التوتر والتصعيد الحاصل بين الجزائر وجارتها الغربية، لافتا إلى أن الخطاب الرسمي للدولة التونسية يحمل الكثير من الود والتقارب بين تونس والجزائر وأن كل خطوة باتجاه الجزائر تعتبر “ابتعادا عن المغرب”.
وأشار العبيدي في تصريح للموقع ذاته، إلى أن الدبلوماسية التونسية “فقدت بوصلتها وتوازنها” فيما يتعلق بعلاقاتها مع الجارتين.
يذكر أن الرئاسة الجزائرية، أعلنت أمس الأربعاء مقتل 03 جزائريين على الخط الرابط بين ولاية ورقلة والعاصمة الموريتانية نواكشوط، في “قصف بربري للاحتلال المغربي”.
وأكدت الرئاسة، أن السلطات الجزائرية ستقوم بالتحري عن حيثيات هذا العمل غير النبيل الذي يعد مظهرا جديدا للعدوان الوحشي للمغرب في سياسيته الرامية للتوسع الإقليمي.
وكانت مديرية الاتصال والعلاقات العامة بقيادة الأركان العامة للجيوش الموريتانية، قد نفت تسجيل أي حادث أو هجوم داخل ترابها على شاحنات جزائرية، في حين لم تعلّق وزارة الدفاع الوطني على الحادثة لحد الساعة.