تُصادف غدًا الجمعة الذكرى السادسة والثلاثين لإعلان قيام الدولة الفلسطينية من الجزائر، الذي جاء في وقت حاسم وسط تحديات كبيرة تواجه الشعب الفلسطيني، من استمرار العدوان على غزة والضفة الغربية إلى المقاومة المستمرة في سبيل نيل حقوقه الشرعية.
وتأتي هذه الذكرى في ظل واقع صعب يعيشه الفلسطينيون، ليُجدد معها النداء لتحقيق حلم الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
في 15 نوفمبر 1988، سجلت القضية الفلسطينية مرحلة جديدة من النضال على الساحة الدولية. جاء الإعلان من المجلس الوطني الفلسطيني الذي انعقد في الجزائر بقيادة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، ليعلن عن قيام الدولة الفلسطينية على أرض فلسطين التاريخية وعاصمتها القدس الشريف.
هذه الخطوة تمثل ذروة جهود ونضالات الشعب الفلسطيني وتضحياته الممتدة على مدى عقود.
تُعد “وثيقة الاستقلال” التي ألقاها ياسر عرفات إعلانًا رسميًا ومؤثرًا، حيث قال: “المجلس الوطني يعلن، باسم الله وباسم الشعب العربي الفلسطيني، قيام دولة فلسطين فوق أرضنا الفلسطينية، وعاصمتها القدس الشريف”.
هذه الوثيقة لم تكن فقط تعبيرًا عن الحق التاريخي للشعب الفلسطيني بل كانت أيضًا نداءً عالميًا لإنهاء الاحتلال وتحقيق السيادة الوطنية، مع حث الدول العربية على حشد جهودها لدعم هذا الهدف.
لم يكن دعم الجزائر للقضية الفلسطينية مجرد موقف سياسي، بل هو جزء من عقيدة ثورية مستمدة من بيان أول نوفمبر، الذي ينص على حق الشعوب في تقرير مصيرها.
بناءً على هذا البيان، واصلت الجزائر تقديم الدعم للقضية الفلسطينية في مختلف المحافل الدولية، بهدف تحقيق العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة، وإنهاء الاحتلال الذي يحرم الفلسطينيين من حقوقهم الأساسية.
منذ انضمام الجزائر إلى مجلس الأمن، قامت الجزائر بخطوات ملموسة لدعم القضية الفلسطينية، حيث أعلن وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، عن تعليمات صارمة من الرئيس عبد المجيد تبون بوضع القضية الفلسطينية على رأس أولويات الوفد الجزائري.
وقد توجت هذه الجهود بتمرير القرار 2728، الذي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة وإيصال المساعدات الإنسانية، في خطوة هي الأولى من نوعها منذ بداية العدوان الأخير.
تسعى الجزائر بلا كلل إلى تمكين فلسطين من الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، حيث أكد الرئيس تبون في العديد من المحافل الدولية، ومنها القمة العربية-الإسلامية في الرياض، أن الجزائر ستواصل العمل على هذا المسعى حتى تحقيقه، داعيًا الدول العربية إلى اتخاذ موقف موحد لدعم هذا الهدف.
من جانبه، أشار الوزير عطاف إلى استعداد الجزائر لدعم هذا المسعى في مجلس الأمن وتسليط الضوء باستمرار على تطورات القضية الفلسطينية.
في ذكرى إعلان الدولة الفلسطينية من أرض الجزائر، يُجدد الشعب الجزائري التزامه الثابت بدعم نضال الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن العدالة التاريخية لا بد أن تتحقق يومًا، وأن فلسطين ستظل دائمًا قضية مقدسة تجمع الشعوب العربية والإسلامية حولها.