بعث رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون رسالة بمناسبة الاحتفال بالذكرى الواحدة والستين (61) لعيد الاستقـلال والشباب المصادف لـ 5 جويلية 1962.
وجاء في الرسالة “يَحتفي الشَّعب الجزائري غَدًا بالذِّكرَى الحَاديةِ وَالسّتّين (61) لاسترجاع السّيادةِ الوطنيَّةِ، هَذا اليوم الـمَجيد الـمُتَوج لـِمَلْحَمة خالدة في تَاريخ كِفاح الشُعوب من أَجلِ الحُريَّة والاستِقْلال.”
وأضاف “وَفي هَذا اليَوم الأَغَّر، أَترحم بِخُشوع وإجْلال عَلى أَروَاحِ شُهدَائِنا الأبْرار الذِّينَ تَصَدَّوا بِتَضحِيَاتـهم الجَّسِيمَة للاستعمار البَغِيض إلـى أَنْ رَفَعوا رَاية الاستقلال والحُرِيَّة، وأَتَوجَّه بِالتَّحيّة وَالتَّقدير إلى أَخَواتي وإِخوَاني الـمُجَاهِدات والـمُجَاهدين.”
وتابع “أيَّتُـها الـمُواطنات .. أيّـُها الـمُواطنُون، إنّ احتفاءَنَا بالذِّكرَى الحَادِيَةِ وَالسِّتِّينَ (61) لعيدِ الاستقلالِ والشّبابِ، يُشَكِلُ مَحَطَّةٌ مُتَجَدِّدَةٌ نَسْتَشْعِرُ فِيـهَا حَجْمَ ونُبْلَ الجُهُودِ الـمُنْتَظَرَةِ مِنَّا جَمِيعًا في كُلِّ الـمُسْتَوَيَاتِ وَالـمَوَاقِعِ، وَتَدْعُونَا في هَذا الظّرفِ بالذَّاتِ إلى الـمَزيدِ مِنَ اليَقَظَةِ وَالعَمَلِ، لِكَسْبِ رِهَانِ التَّحَوُّلِ نَحْوَ أَنْمَاطٍ جَديدَةٍ مُسَايِرَةٍ لِلْعَصْرِ في التَّفْكيرِ وَالتَّدْبيرِ وَالتَّسْييرِ، تَقْضِي بِصُورَةٍ نـِهَائِيَّةٍ عَلى مَفَاهِيمِ الاتِّكَّالية وَالريعِ وَ(عَقْليَّةِ البَايْلَكْ) الـمُهْدِرَةِ للثّرَوَاتِ الوَطَنِيَّةِ.”
وَالحَمْدُ للهِ فَإنَّ إِرْهَاصَاتِ العَهْدِ الجَدِيدِ الّذي اندمَجَ شَبابُنَا بِوَعْيٍ تَامٍّ في غَايَاتِهِ، أَصْبَحتْ واضِحَةً، تُتَرجِمُهَا حَرَكِيَّةُ الاسْتِثمارِ الوَطَنيِّ وَالأَجْنَبيِّ الـمُتَصَاعِدَةِ، وَالتَوَجُّهُ الـمُتزايِدُ إلى تَثمينِ قيمَةِ العَمَلِ وَالجُهْدِ، وَالانْخِرَاطُ في عَالمِ الـمُقاولاتيّةِ واقتِصَادِ الـمَعْرِفةِ، بإنشاءِ الـمُؤسَّساتِ الصَّغيرةِ وَالـمُتَوسِّطةِ، بفَضلِ التَّحفيزاتِ الّتي أَطْلَقْنَاها لتَشجيعِ رُوحِ الابتِكارِ وَالإبدَاعِ الشبابي، ومُرَافَقَةِ أَصْحَابِ الأفكارِ حَاملي الـمَشَاريعِ الاستثماريَّةِ مِنَ الشَّبابِ الجَزَائريِّ الَّذي لَطَالَـمَا أبَانَ عَن حِسٍّ وَطَنيٍّ عَالٍ وَوفاءٍ لرسالة الشُّهداءِ الأبْرارِ.”
وتوجه رئيس الجمهورية إلى الشَّعْبِ الجزائريّ بالتّـَهنِئةِ في ذكرى عيدِ الاستِقلال والشَّبَاب، كما حيى في هَذه الـمُناسَبَةِ الجَيْشَ الوَطَنيَّ الشَّعْبيَّ، سليل جيش التحرير الوطني، حَامِلَ لِوَاءِ أَبْطال الأَمْجَادِ مِنَ الشُّهَدَاءِ وَالـمُجاهِدينَ، الـمُرابِط بِعِزَّةٍ وَشُمُوخ عَلى الثُّغُورِ وَالجَبَهاتِ دِفاعًا عَنِ الوَطَنِ وَالأُمَّةِ.”
وجدد “الإرادة الصَّادقَة، في الوَفاءِ لثِقَتِهِ الغَالِيَةِ للارتِقَاءِ بِبِلادِنَا العَزيزَةِ، بتضافرِ جُهُودِ الوَطنيّينَ الـمُخلِصِينَ، وَوَعْيِ والتِـــزَامِ شَبَابِنَا الغَيُورِ عَلَى الجزائرِ إلى مَصَافِّ الدُّوَلِ الصّاعِدَةِ، وإلى الـمَكانَةِ الجَديرَةِ بـها .. وبِتضحِياتِ الشُّهداءِ الأبرَارِ والـمُجَاهِدينَ الـمَيَامِين.”