أعلنت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم منح جائزة نوبل للكيمياء لعام 2025 إلى عمر ياغي، وسوسومو كيتاغاوا، وريتشارد روبسون، تقديرا لإسهامهم الثوري في ابتكار شكل جديد من العمارة الجزيئية يعرف باسم “الأطر الفلزية العضوية”.

ويمثل هذا الاكتشاف نقلة نوعية في تصميم المواد على المستوى الذري لخدمة أهداف بيئية وصناعية كبرى، خصوصا في مجالات تنقية الهواء والماء وتخزين الطاقة.

من هو عمر ياغي؟

ولد عمر ياغي عام 1965 في الأردن لعائلة فلسطينية نزحت من يافا بعد النكبة عام 1948.

وحصل على دكتوراه في الكيمياء من جامعة إلينوي عام 1990، وكرّس مسيرته للبحث في طرق منهجية لتصميم مواد جديدة بدل الاعتماد على التجربة والخطأ.

وفي منتصف التسعينيات، قاد ياغي ثورة علمية بتأسيس ما يعرف بـ”الكيمياء الشبكية”، وهو فرع مبتكر يتيح تصميم مواد بلورية ذات بنية منتظمة ومسامية نانوية يمكن التحكم بها بدقة متناهية.

ويشغل ياغي حاليا منصب أستاذ الكيمياء في جامعة كاليفورنيا – بيركلي، ويعد من أبرز رواد هذا المجال الذي نقل الكيمياء من الإطار النظري إلى تطبيقات عملية تسهم في مواجهة التحديات البيئية العالمية.

ومن أبرز إنجازاته تطوير الأطر المعدنية العضوية (MOFs) والهياكل العضوية التساهمية (COFs)، وهما مادتان تتميزان بمساحات سطحية هائلة تصل إلى 7,000 متر مربع للغرام الواحد، وقدرة فريدة على امتصاص الغازات وجذب بخار الماء من الهواء.

بالإضافة إلى تطوير أجهزة لاستخراج المياه من الهواء الجاف، حتى في الصحارى التي لا تتجاوز فيها نسبة الرطوبة 20 بالمائة.

وحصد عمر ياغي الأردني السعودي الأمريكي عدة جوائز عالمية مرموقة، أبرزها جائزة كافلي للكيمياء سنة 2018، كما صنف مرارا ضمن قائمة العلماء الأكثر تأثيرا في العالم، بفضل أكثر من 300 بحث علمي تجاوز عدد الاستشهادات بها 250 ألفا.

وفي فيفري 2024، كرم من قبل الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بجائزة “نوابغ العرب” في فئة العلوم الطبيعية، تقديرا لإسهاماته المتميزة ومسيرته العلمية التي تمثل مصدر فخر للعرب والعالم بأسره.