أثار تعيين الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، ماركو روبيو وزيراً للخارجية، جدلاً في الجزائر، بسبب مواقفه المطالبة بفرض عقوبات على البلاد.
وكان دونالد ترامب أعلن، ترشيحه السيناتور الجمهوري ماركو روبيو، لمنصب وزير الخارجية، المعروف أيضا بدعمه القوي لـ “إسرائيل”، ومواقفه المتشددة ضد إيران والصين.
وأحدث قرار ترمب موجة من التساؤلات حول التوجهات المستقبلية للسياسة الخارجية الأمريكية، لا سيما في ما يتعلق بعلاقات الولايات المتحدة مع الجزائر.
وعُرف عن روبيو، السناتور الجمهوري من ولاية فلوريدا، مواقفه الحازمة في قضايا العلاقات الدولية، بما في ذلك مطالبته بفرض عقوبات على الجزائر بسبب علاقتها مع روسيا وإيران.
في سبتمبر 2022، بعث روبيو برسالة إلى وزير الخارجية آنذاك أنتوني بلينكن، طالبه فيها بفرض عقوبات على الجزائر بسبب تزايد التعاون العسكري بين الجزائر وروسيا في أعقاب الحرب الروسية على أوكرانيا.
وبحسب روبيو، فإن هذا التعاون العسكري، قد يشكّل تهديدًا للأمن الغربي في منطقة البحر الأبيض المتوسط وشمال إفريقيا.
في رسالة موجهة إلى وزير خارجية بلاده.. سيناتور أمريكي يدعو لفرض عقوبات على الجزائر pic.twitter.com/NlcrYjP2tX
— أوراس | Awras (@AwrasMedia) September 17, 2022
وقال روبيو في رسالته إلى بلينكن: “روسيا هي أكبر مورّد عسكري للجزائر. وتعد الجزائر أيضا من بين أكبر أربعة مشترين للأسلحة الروسية في جميع أنحاء العالم، وبلغت ذروتها بصفقة أسلحة بقيمة 7 مليارات دولار في عام 2021.”
وأضاف “وسيؤدي تدفق الأموال من أي مصدر إلى روسيا إلى زيادة تمكين آلة الحرب الروسية في أوكرانيا. ومع ذلك، فإن العقوبات المتاحة لك لم يتم استخدامها بعد”.
وكانت الرسالة جزءًا من حملة أوسع لبعض السياسيين الأمريكيين الذين كانوا ينتقدون الجزائر على خلفية دعمها السياسي والعسكري لروسيا، خاصة في ظل الظروف الجيوسياسية المعقدة التي أعقبت الحرب الروسية على أوكرانيا.
لطالما كانت الجزائر تتبنى سياسة الحياد في النزاعات الدولية، وهو ما يميزها عن دول أخرى في المنطقة التي تتخذ مواقف أكثر وضوحًا.
ومع ذلك، كثفت الجزائر في السنوات الأخيرة تعاونها العسكري والاقتصادي مع روسيا، خصوصًا في مجالات الطاقة والأسلحة.
هذا التقارب بين الجزائر وروسيا كان أحد الأسباب التي دفعت روبيو إلى انتقاد العلاقات الجزائرية الروسية في مناسبات عدة.
في رسالته إلى بلينكن، حذر روبيو من أن الجزائر، التي تعد واحدة من أكبر مشتري الأسلحة الروسية في إفريقيا، قد تُعتبر شريكًا في السياسة الخارجية الروسية، مما يشكل خطرًا على المصالح الأمريكية.
مع تعيين مارك روبيو وزيرًا للخارجية، لا يمكن تجاهل احتمالية أن تشهد السياسة الأمريكية تجاه الجزائر تغيرًا ملحوظًا.
وقد تزداد الضغوط على الجزائر في حال استمر التعاون العسكري مع روسيا، وقد تصبح العقوبات أحد الأدوات التي يستخدمها روبيو لمحاولة التأثير على مسار السياسة الجزائرية.
من جهة أخرى، قد تتخذ الولايات المتحدة خطوات دبلوماسية جديدة في تعزيز العلاقات الاقتصادية والأمنية مع الجزائر، وهو ما قد يكون ضروريًا لتعزيز التعاون في مجالات مثل مكافحة الإرهاب.