“الوزيعة” تقليد راسخ يصنع التميز في احتفالات يناير أميرة خاتو

“الوزيعة” تقليد راسخ يصنع التميز في احتفالات يناير

أحيى الجزائريون، ليلة أمس احتفالات رأس السنة الأمازيغية، بعادات وتقاليد مميزة، بعضها احتفالي، والبعض الآخر إنساني يعكس تكافل الجزائريين.

وشهدت معظم الأرياف والقرى في مختلف ولايات الوطن، لا سيما في منطقة القبائل، تنظيم عملية “الوزيعة”، وهي واحدة من أعرق التقاليد التي يواظب عليها سكان المغرب العربي، خلال احتفالات يناير.

ما هي الوزيعة؟

يقول الناظم الإمام أبي حفص بن عبد الرحمان بن يوسف الجزنائي، إن أصل اللفظة عربي وهي مشتقة من التوزيع وهو التفريق والمشاركة.

والوزيعة، عادة قديمة جدا متوارثة ومنتشرة عند أمازيغ المغرب العربيمنذ أزيد من 3 آلاف سنة، وتُدعى أيضا “تيمشرط”، أو “لوزيعت”، أو القرعة” أو “التويزة”، أو “السهمة”، أو النفقة”، وفقا للمصدر ذاته.

وتتمثل العملية في ذبح ثور أو أكثر أو أغنام أو ماعز، بمشاركة ما يسمى بـ”العرش” أو جميع سكان القرية.

وتُوزع اللحوم بعدها على الجميع، من أغنياء وفقراء.

ويترجم هذا التقليد، التكافل والتآزر والتضامن بين الجزائريين، كما أنه يعمم نوعا من المساواة بين جميع أهالي القرية.

يشار إلى أن هذه العادة تُحيا في عدة مناسبات دينية كعاشوراء ويناير وغيرها.

تنظيم مُحكم

يسبق العملية، اجتماع تحضيري لأعيان القرية الذي يضم الضامنين، على أن يتم الإشراف والاتفاق في المسجد، وفقا للمصدر ذاته.

ويتم خلال الاجتماع، عرض تفاصيل العملية من أولها إلى آخرها، على أن يشترك في تنفيذها أغلب سكان القرية كل على قدر استطاعته، بينما يُعفى الفقراء.

ويتم توزيع الأدوار خلال الاجتماع، على غرار إعداد مكان الذبح وإحضار الأنعام وذبحها، وكذلك عملية التنظيف بعد الذبح.

من جهتهم، ينظم الشيوخ حلقات الذكر وتلاوة القرآن قرب مكان الذبح.

وتوزع اللحوم على كل عائلة وفقا لعدد أفرادها بعد عملية إحصاء دقيقة.

أما النساء، فتقمن بإعداد الحلويات والخفاف وأطباق الكسكس المتنوعة وغيرها من الأكلات التقليدية.

شاركنا رأيك