انتخبت الجزائر عضوا غير دائم في مجلس الأمن الدولي بالأغلبية الساحقة، من أجل تقديم جهودها الرامية لحفظ السلم والأمن الدوليين، أمام ما تشهده العلاقات الدولية والإقليمية من توترات.
وأصدر الرئاسة بيانا قالت فيه إن انتخاب الجزائر في الجهاز الرئيسي للأمم المتحدة المكلف بحفظ السلم والأمن الدوليين، “يضفي على بلادنا، مسؤولية خاصة متمثلة في المساهمة في مسار صنع القرار الدولي، وهي فرصة متجددة لبلادنا لإعادة تأكيد مبادئها وقيمها وتبادل رؤيتها بشأن القضايا المدرجة على جدول أعمال مجلس الأمن في مجال السلم والأمن الدوليين”.
وليست هذه المرة الأولى التي تترشح فيها الجزائر ليكون لها مقعد عضو غير دائم في مجلس الأمن بل سعت إليه عدة مرات.
وحصلت الجزائر على عضوية غير دائمة في مجلس الأمن، للمرة الرابعة في تاريخها، بعد عضويتها فترات متواترة (1968-1969 و1988-1989 و2004-2005) وتعهّدت بالمساهمة في تعزيز السلم والأمن الدوليين، وتعزيز دور مجلس الأمن في التحديات القائمة في منطقة الساحل والقارة الأفريقية.
شاهد لحظة إعلان فوز #الجزائر بمقعد غير دائم في #مجلس_الأمن_الدولي لمدة عامين pic.twitter.com/Uz6yewDRh5
— أوراس | Awras (@AwrasMedia) June 6, 2023
وكان وزير الخارجية أحمد عطاف قد أشار إلى مساندة الاتحاد الافريقي وجامعة الدول العربية لمساعي الجزائر على مستوى مجلس الأمن الدولي من أجل الحد من الصراعات والأزمات الأمنية واستتاب الأمن والسلم.
وتصبوا الجزائر إلى الاستفادة من تحقيق العضوية غير الدائمة بمجلس الأمن الدولي ليكون صوتها وصوت الشعوب التي تمثلها مسموعا بين الدول.
إن الميزة الأساسية التي ستسمح للجزائر في التواجد بمجلس الأمن هو أن تلفت انتباه المجلس للقضايا التي تعنيها وتعني الأمن في الساحل والمنطقة الإفريقية، بالإضافة إلى المنطقة العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، حسب ما أفاد به لموقع “أوراس” الأستاذ في العلوم السياسية والعلاقات الدولية توفيق بوقعدة.
بالرغم من أن آلية العمل في مجلس الأمن الدولي في القضايا الأساسية لا يتم الحسم فيها إلا بوجود الأطراف التي لديها حق “الفيتو”، يعتبر وجود الجزائر منبرا دبلوماسيا مهما للتعبير عن رأيها ومواقفها في مجمل القضايا التي تعني بالسلم والأمن إقليميا.
وبالنسبة لقضية الصحراء الغربية، ستتمكن الجزائر من استغلال عضويتها، للدفع بهذه القضية التي شهدت خلافات أطراف عدة، وإيجاد حلول في المنطقة، حسب تصريحات الأستاذ بوقعدة.
ويرى المتحدث ذاته أن قضية الصحراء الغربية لا تعد من القضايا الأساسية لمجلس الأمن الدولي، لأن الصراع القائم عليها لا يؤثر على مصالح القوى الكبرى ولا يهدد السلم والأمن الدوليين.
وفي هذا السياق، أشار المختص في الشؤون السياسية أن الدول الأوروبية والقواعد الأساسية في مجلس الأمن الدولي لا تريد أن تكون لقضية الصحراء الغربية ذات أولوية وبالتالي تظل هامشية.
الجزائر على أعتاب الفوز بمقعد غير دائم في مجلس الأمن الدولي pic.twitter.com/SJzeGg4zDE
— أوراس | Awras (@AwrasMedia) May 30, 2023
ويرى حسام حمزة أستاذ في العلوم السياسية والعلاقات الدولية في تصريح لموقع “أوراس”، أن عضوية الجزائر في مجلس الأمن الدولي سيمكنها من إيصال تصوراتها وبناء علاقات وشراكات جديدة مع الدول التي تتقاسم معها نفس المبادئ والمصالح.
وستستفيد الجزائر من انضمامها لمجلس الأمن الدولي من إيصال انشغالاتها بطريقة مباشرة، إذ يستقطب الخطاب الجزائري الدول التي لها نفس التصور، من خلال ما يتضمنه من مناهضة للهيمنة وكذلك حركة عدم الانحياز، حسب المحلل السياسي.
ويوضح حسام حمزة أن الأجندة السياسية للخارجية الجزائرية تركز على مجموعة من الأولويات على المستوى الإقليمي وعلى المستوى العالمي للبحث عن منابر من أجل الدفاع عن مصالحها ومصالح الشعوب المضطهدة.
ومن جانب تقليل البعض لأهمية العضوية غير الدائمة بالنظر إلى تحكم الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، أكد الأستاذ أن تسليط الضوء إعلاميا وسياسيا على القضايا التي تهم الجزائر هو في حد ذاته من المكاسب التي ستجنيها الجزائر وتجلب لها الكثير من الشركاء والمتعاونين.