كشف استطلاع حديث أن الغالبية العظمى من المغاربة يؤيدون المقاومة الفلسطينية ويرفضون التطبيع مع “إسرائيل”.
جاء هذا الاستطلاع الذي نشرته صحيفة “هسبريس” المغربية، تزامنًا مع مرور أكثر من عام على الحرب الإسرائيلية على غزة، التي تسببت في خسائر بشرية جسيمة.
ويعد الاستطلاع بمثابة انقلاب شعبي على النظام المغربي بقيادة الملك محمد السادس، الذي قرّر في ديسمبر 2020، استئناف الرباط و”إسرائيل” علاقتهما الدبلوماسية بوساطة أمريكية.
وأعربت قطاعات شعبية وقوى سياسية في المملكة وقتها عن رفضها لهذه الخطوة، وأعقب ذلك زيارة مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى إلى الرباط، توقفت مع بدء الحرب على غزة.
تضامن مغربي واسع مع القضية الفلسطينية
وأظهرت نتائج الاستطلاع أن 98% من المغاربة يرون أن القضية الفلسطينية تمثل قضية مركزية للمسلمين، مع تسجيل مواقف واضحة تدعم الفصائل الفلسطينية المسلحة في عملياتها ضد الاحتلال الإسرائيلي.
ووصف 96.9% من المستجوبين الهجمات الإسرائيلية بعد عملية “طوفان الأقصى” بأنها “إبادة جماعية”.
دعم شعبي قوي للمقاومة الفلسطينية
عبر 98.3% من المشاركين في الاستطلاع عن دعمهم للمقاومة الفلسطينية، بينما أبدى 1.2% فقط رفضهم لها.
وأكد 97.1% من المشاركين أن عملية “طوفان الأقصى”، التي أطلقتها الفصائل الفلسطينية المسلحة، تأتي في سياق مشروع المقاومة المشروع ضد الاحتلال الإسرائيلي.
في المقابل، رأى 2.9% فقط أن هذه العملية كانت “هجومًا غير مبرر”، وهو ما يشير إلى إجماع شعبي واسع لصالح المقاومة الفلسطينية.
رفض قاطع للتطبيع مع “إسرائيل”
أظهرت نتائج الاستطلاع الذي تداولته وسائل إعلام مغربية رفضًا شبه شامل للتطبيع المغربي مع “إسرائيل”.
وعبّر 95% من المشاركين عن رفضهم له، بينما أيده 1.6% فقط، فيما أبدى 3.4% من المستجوبين عدم اهتمامهم بالقضية.
فعاليات تضامنية غير كافية
رغم الأرقام الكبيرة للوقفات التضامنية مع غزة، التي تجاوزت 5 آلاف مظاهرة منذ انطلاق عملية “طوفان الأقصى”، رأى 85.5% من المستجوبين أن هذه الفعاليات غير كافية ويجب زيادتها.
ووفقًا لتصريحات الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، نُظمت حتى أكتوبر الماضي 817 فعالية تضامنية، شملت مسيرات مليونية ووقفات محلية ووطنية.
الموقف الرسمي المغربي.. بين الدعم والانتقاد
على صعيد الموقف الرسمي للمغرب، أشار 50.6% من المشاركين إلى أنه داعم للقضية الفلسطينية، بينما رأى 49.4% أنه غير كافٍ.
وأرجع معدّ الاستطلاع هذا التباين إلى ثلاث عوامل رئيسية:
1. تغطية الإعلام العمومي للأحداث بشكل ضعيف.
2. وجود تقارير إعلامية محلية تنتقد المقاومة الفلسطينية.
3. غياب ردود رسمية واضحة على بعض القضايا المثيرة للجدل، مثل رسو سفن “إسرائيلية” في الموانئ المغربية.
رغم ذلك، ذكّر الاستطلاع بتصريحات العاهل المغربي الملك محمد السادس التي أكدت مرارًا دعم القضية الفلسطينية، وإرسال مساعدات إنسانية إلى غزة والقدس، بالإضافة إلى دعوات رسمية لوقف إطلاق النار وتحميل إسرائيل مسؤولية التصعيد.
فلسطين: قضية كل المغاربة
خلص الاستطلاع إلى أن 98.5% من المغاربة يعتبرون فلسطين قضية المسلمين جميعًا، و97.8% يعتبرونها قضيتهم الشخصية.
وتعكس النتائج وعيًا شعبيًا عميقًا بالقضية الفلسطينية، وموقفًا ثابتًا ضد الاحتلال الإسرائيلي وسياسات التطبيع، ومعارضا للموقف الرسمي في البلاد لاسيما نظام “المخزن” بقيادة محمد السادس.
ويشير الاستطلاع إلى استمرار الالتزام الشعبي المغربي بدعم القضية الفلسطينية، مع دعوات لمزيد من الفعاليات التضامنية وتصعيد الضغط على المستويات الرسمية لتحقيق موقف أكثر وضوحًا وثباتًا تجاه القضية.
