كشفت صحيفة “إلموندو” الإسبانية، أن الجزائر شجعت استقلال جزر الكناري عن إسبانيا، سنوات الستينات والسبعينات خاصة خلال فترة حكم الرئيس الراحل هواري بومدين.
وعلى مر التاريخ، كان هناك دائما العديد من حركات الاستقلال التي تكونت في أرخبيل الكناري، وكان أهمها بزعامة سيكويندو دلغادو في بداية القرن العشرين.
وفي عام 1934 تشكلت الجبهة الثورية المتحدة التي طرحت في برنامجها مقترحا للمطالبة باستقلال جزر الكناري، غير أن الحرب الأهلية الإسبانية التي انتهت بصعود الديكتاتورية الفاشية للحكم بإسبانيا أدى إلى إغراق هده الحركة التحررية في الدم خلال نفس العام على يد الفاشي الجنرال فرانكو، مما اضطر أعدادا هائلة من الشعب إلى الهجرة خارج الجزر وخصوصا إلى أمريكا اللاتينية، حيث استقبلت فنزويلا وحدها نصف مليون مهجر أكناري.
نضال شعب جزر الكناري جعله يشكل حركات جديدة خارج وطنه من أجل التحرر والاستقلال، وقد كان من بين تلك المنظمات حركة استقلال جزر الكناري على يد أنتونيو كوبيلو عام 1964 والتي تأسست في الجزائر سنة 1964، بعدها تأسس حزب العمال الأكناريين سنة 1976 وهو الحزب الدي تغير اسمه إلى الحزب الثوري الإفريقي لجزر الكناري سنة 1979، وفي نفس الفترة تشكلت عدد من المنظمات القومية والنقابات العمالية.
حركة استقلال جزر الكناري، وتُعرف أيضًا باسم حركة البحث عن استقلال أرخبيل الكناري وتقرير مصيره، كانت تمتلك محطة إذاعية في الجزائر العاصمة ولجأت إلى الطرق النضالية لإجبار الحكومة الإسبانية على إنشاء دولة مستقلة لها في جزر الكناري.
بين التهديد والتودد.. هكذا ردّت الحكومة الإسبانية على قرار الجزائر بخصوص تجميد العمل بمعاهدة الصداقة وحسن الجوار المبرمة معها.. تابع التفاصيل في الفيديو pic.twitter.com/ZYEBjyyCBk
— أوراس | Awras (@AwrasMedia) June 9, 2022
تم الاعتراف بحركة البحث عن استقلال أرخبيل الكناري وتقرير مصيره عام 1968، من قبل منظمة الوحدة الإفريقية، وقد تولى عمليات الكفاح المسلح للحركة الجناح العسكري لها، والمتمثل في القوات الغوانشية المسلحة (FAG).
دعت البرامج الإذاعية للحركة إلى عودة الشعب الكناري إلى أصوله، وحاولت الترويج لاستخدام اللغة الأمازيغية وهي لغة السكان الأصليين للجزر.
في عام 1978، كان أنتونيو كوبيلو ضحية لمحاولة استهدفت حياته في مدينة الجزائر، قامت بها الخدمات السرية الإسبانية، وأصبح معاقاً على إثرها.
في عام 1979 أصدرت حركة استقلال جزر الكناري إعلانًا رسميًا ذكرت خلاله تخليها عن الكفاح المسلح.
يقول المؤرخون في جزر الكناري، أنه منذ سنة 1960، أخذت أعداد القوات العسكرية الإسبانية في الجزر بالازدياد كما تم الاستمرار ببناء قواعد جوية وبحرية جديدة لها مند ذلك التاريخ لتدعيم تواجد حلف شمال الأطلسي “الناتو” في شمال غرب إفريقيا.
فرض الإسبان نظاما محدود الصلاحيات للحكم الذاتي على جزر الكناري وهو النظام الذي لم يعرض على الاستفتاء الشعبي، كما فرضوا استقلالا محدودا فيما يخص الأوضاع الاقتصادية والمالية للجزر فيما يخص ارتباطه بالاتحاد الأوروبي، إضافة إلى التوقيع على النظام الأساسي الدائم لتنظيم العلاقات للأرخبيل مع الاتحاد الأوروبي، وهي التشريعات التي تقود، حسب المناضلين الكناريين، في اتجاه فقدان الحقوق التاريخية والتراث الثقافي الوطني للشعب.
ومن جهة أخرى، يقول المناضلون في سبيل استقلال جزر الكناري، إن الحكومة الإسبانية أنشأت ائتلافا للاحزاب الأكنارية مع حزب الشعب، لأجل تمرير السياسة العليا الإسبانية بهدف توسيع نطاق النظام الأساسي للحكم الذاتي داخل الإطار الدستوري الإسباني لأجل السيطرة على الوضع في الجزر.
يتحدّث الأكناريون كشعب اللغة الأكنارية وهي مزيج من اللهجات الإسبانية المطعمة بنحو 3000 كلمة من اللغة الأمازيغية الأصيلة، وكانت هذه الأخيرة يجري كتابتها بالخط الأمازيغي القديم التيفيناغ، ولا يزال السكان الأصليون يتسمون بكثير من الأسماء الأمازيغية ليومنا هذا والتي تبرهن على انتمائهم الأمازيغي.