لم يمض على تخلصّ الجزائريين من صدمة الأحداث الأخيرة في البلاد جراء الحرائق سوى ساعات، حتّى هبّ مواطنون إلى التطوع في حملة تنظيف البالوعات تجنبا للفيضانات.
ويشارك مواطنون في الحملة التي أطلقتها منظمة حماية المستهلك منذ أيام، لتجنب وقوع سيناريو الفيضانات السنوي، الذي غالبا ما ترجعه المصالح المختصة إلى انسداد البالوعات.
وأطلقت المنظمة، نداءً عاما لكل بلديات الوطن ومجالسه المنتخبة، وجمعيات المجتمع المدني، ولجان الأحياء، والمواطنين الخيريين إلى المشاركة في العملية تحت شعار “نظفها قبل ما تفيض علينا”.
ويذكر أن الجزائر قد شهدت السنة الماضية فيضانات عبر عدد من الولايات جراء تساقط الأمطار، ومن أبرز المشاهد تلك التي سُجّلت في العاصمة أين تسبّبت الفيضانات بها في خسائر معتبرة.
وكان مواطنون قد حمّلوا السلطات مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع منتقدين سياسة “البريكولاج” كما سمّوها، مشيرين إلى سوء البنية التحتية للجزائر العاصمة غير القادرة على مواجهة الكوارث الطبيعية.
في السياق ذاته، أعلنت شركة المياه والتطهير لولاية الجزائر “سيال”، وضع مخطط وقائي متعلق بالشبكة الرئيسية للتطهير التي تمتد على مسافة 3800 كلم.
ويهدف المخطط الذي وضعته الشركة، إلى المراقبة المستمرة لقرابة 40 نقطة سوداء، يرتفع فيها احتمال وقوع فيضانات، متواجدة عبر المقاطعات الإدارية الـ 13 لولاية الجزائر تحسبا للموسم الشتوي المقبل.
وقال المدير المكلف بمصلحة التطهير لشركة سيال، محمد رضا بوداب، إن التهيئة والتطهير المستمر للمجاري المائية والوديان المتواجدة بولاية الجزائر من مختلف النفايات وتجديد وتدعيم الشبكات الرئيسية لنقل المياه المستعملة ومياه الأمطار وكذا توفير محطات الرفع، من أهم العوامل التي “تقلل بصفة محسوسة” من احتمال الفيضانات بالعاصمة.