توقّع الأمين العام للاتحاد العام للفلاحين الجزائريين، عبد اللطيف ديلمي، أن تتّجه الجزائر نحو الاكتفاء الذاتي، بالوصول إلى 40 مليون رأس ماشية خلال السنوات المقبلة.
وأكد ديلمي، في تصريحات له، اليوم الثلاثاء، ضمن برنامج “ضيف الصباح” بالقناة الأولى للإذاعة الجزائرية، أنّ هذا الإنتاج سيمكّن الجزائر من تحقيق الاكتفاء الذاتي والتحرر من التبعية الغذائية للخارج في المواد الاستراتيجية، شريطة توفر الظروف الاقتصادية والمناخية الملائمة.
في هذا السياق، قال المتحدّث ذاته، إنّ الجزائر تمتلك أفضل سلالات الأضاحي في العالم، مشددا على ضرورة أن يقتصر الذبح على الإناث العقيمات أو المريضة أو الكبيرة في السن.
وأبرز المسؤول نفسه، ضرورة إبعاد المضاربين عن سلاسل البيع والتوزيع، وتشديد الرقابة على المذابح وكذا مكافحة الذبح العشوائي وغير الشرعي.
ويأتي هذا في سياق حديث ديلمي عن قرار رئيس الجمهورية الأخير، باستيراد نحو مليون رأس ماشية تحسبا لعيد الأضحى، مثمّنا هذا القرار الذي “يستند إلى دوافع موضوعية، أهمها مواجهة نقص القطيع الناجم عن موجة الجفاف التي تعرفها الجزائر منذ أكثر من عقد، مما أدى إلى تراجع كبير في توفر الأغذية والمياه، واستغلال المضاربين لهذا الوضع لرفع الأسعار”.
وتوجّه المتحدّث ذاته، بالشكر إلى رئيس الجمهورية على جهوده لدعم شعبة تربية المواشي وإنتاج اللحوم، مؤكدا أنّ “عملية الاستيراد المبرمجة مفيدة جدًا، إذ ستُساهم في الحفاظ على الثروة الحيوانية الوطنية، وتخفيف الضغط على المربين والموالين، وتقليل اللجوء إلى ذبح إناث الماشية (الأبقار والأغنام والماعز)، مما يحمي الإنتاج على المدى البعيد”.
في هذا السياق، تحدّث ديلمي عن ضرورة تنمية شعبة المواشي التي تتطلب المزيد من الإمكانيات.
وتتمثل هذه الإمكانيات، في توفير المياه ومنح رخص لاستغلال المياه الجوفية وبناء السدود والحواجز المائية وكذا فتح الطرقات وتوفير وسائل النقل والكهرباء، بالإضافة إلى تحسين ظروف العيش في المناطق النائية التي يقيم فيها الموالون، من خلال إنشاء المراكز الصحية والمدارس.
في هذا الشأن، شدّد المتحدّث ذاته، على ضرورة إطلاق برامج لاستقطاب الشباب وتحفيزهم من أجل اقتحام مهنة تربية المواشي والدواجن، لا سيما منهم خريجي الجامعات العاطلين عن العمل.
وذلك بمرافقة من الدولة في مجالات التكوين والاستثمار وتقديم قروض بنكية ميسرة، لتمكينهم من شراء القطيع والأعلاف وبناء الإسطبلات، لا سيما في الولايات السهبية الـ 14.
من جهة أخرى، اقترح الأمين العام للاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين، على السلطات العمومية وقف دعم مادة الشعير مع تخزينها داخل الإسطبلات طوال السنة.
واقترح أيضا، السماح بإنتاج الأعلاف والأغذية في الجنوب الكبير، نظرًا لوفرة المياه الجوفية، وتصديرها إلى المناطق السهبية وشمال البلاد لدعم الإنتاج وتسهيل عملية تربية المواشي.