كشف وزير الشؤون الدينية يوسف بلمهدي، الآليات التي يعتمدها قطاعه الوزاري لتقييم مستوى المعرفة الدينية لدى المواطنين، ولا سيما المسائل الضرورية كأحكام الصلاة والصوم والحج والوضوء.
وسلط يوسف بلمهدي، في رده على سؤال برلماني كتابي، الضوء على الخطط التي تضعها الوزارة لجعل الدروس أكثر فاعلية، وتتناول بشكل مفصل أحكام الوضوء والصلاة والصوم والحج.
أكد وزير الشؤون الدينية، في رده أن المسجد من أكثر الفضاءات ارتياداً من طرف المواطنين والمواطنات، طلباً لما يقدمه من “خدمات جليلة” بما فيها التوعية والتعليم.
وتابع: “فهو ليس مجرد مكان للعبادة فقط بل هو مركز حيوي يؤدي دورًا محوريا ويشكل جزءا أساسيا من النسيج الاجتماعي والثقافي والديني للأمة، وركيزا للتعليم والتشاور والتوجيه الديني والاجتماعي”.
أبرز يوسف بلمهدي، أن دائرته الوزارية تعتمد آليات لتقييم مستوى المعرفة الدينية لدى المواطنين، لاسيما المسائل الضرورية، إلى جانب الدور الذي يؤديه المسجد في هذا الشأن.
واعتبر بلمهدي، أن دور المسجد لا يقتصر على “تعزيز الوحدة والترابط بين أفراد المجتمع”، و”تدعيم قيمة التعاون والعمل الجماع”، بل يعتبر مركزا هاما للعلم والتعليم، وذلك من خلال برامج الدروس المسائية والندوات والمحاضرات ومختلف الأنشطة والدورات التدريبية التي يحتضنها.
ولفت كذلك إلى أن المكلفين بهذه الأنشطة يساهمون بها في نشر الوعي الديني وإشاعة الثقافة الشرعية بين المواطنين، مبرزا أن التفاعل بين المتلقين لها والقائمين عليها يعطي قدرة على فهم احتياجات المجتمع، وإعادة صياغتها وتقديمها ضمن الطرق التي يستخدمها الخطاب الديني لتعزيز ورفع قيمة هذا الوعي.
كما يتم إلزام الأئمة والمرشدات الدينيات بالتقيد ببرنامج الدروس المسائية المعد من قبل دارتنا الوزارية الذي يتضمن تقديم ثلاثة دروس أسبوعيا على الأقل في الفقه والتفسير والسيرة النبوية بالاعتماد على كتب مرجعية محددة، مشيرا إلى أن كثيرا من المساجد تختم هذه الكتب المقررة فيها بصفة دورية، كما يتم تنفيذ هذا البرنامج بمتابعة ومرافقة المفتشين والمعتمدين بالدوائر.
تناول هذه الدروس بشكل مفصل أحكام الوضوء والصلاة والصوم والحج، ليؤكد الوزير أن البرامج التي تقدمها مساجد الجمهورية، تتنوع مواضيعها بين الثقافية والعلمية والتربوية إضافة إلى تعليم القرآن الكريم، والفقه والتفسير والسيرة النبوية، وتعزيز القيم الإنسانية والتربوية مثل الصدق والأمانة والتعاون والتسامح.
وأشار بلمهدي، إلى أنه مع اقتراب موسم الحج من كل سنة يتم فتح مراكز لتكوين وتدريب الحجاج بالمساجد الرئيسية وبعض فروع المركز الثقافي بالولايات (فتح 472 مركزا خلال الموسم الجاري).
وتقدم هذه المراكز، دروسا في فقه الحج تكون علمية وتدريبية إضافة إلى تحيين معارف الحجاج في المسائل التنظيمية والإجراءات الجديدة، مع توفير مادة علمية بمختلف اللغات يزود الحاج والمعتمر بها تيسيرا له لأداء المناسك، وباستعمال مختلف الوسائط والدعائم التي تسهم في تسهيل فهمها المختلف الفئات، فضلا عما يُقدم من دروس فقهية لعموم رواد جميع مساجد الجمهورية بهذه المناسبة ومختلف المناسبات الدينية خلال شهر رمضان، وبمناسبة الإسراء والمعراج وغيرها .
تعمل وزارة الشؤون الدينية على تكوين وتأهيل الأئمة، ليكونوا قادرين على تبسيط المفاهيم الدينية وإيصالها إلى مختلف شرائح المجتمع، لا سيما الشباب مع التركيز على المسائل الضرورية.
وشدد الوزير على أن التكوين يقع في صلب اهتمامات القطاع، مشيرا إلى أن برامج التكوين المتخصص للأئمة يشرف على تجسيدها أربعة عشر معهداً وطنيا للتكوين المتخصص، ومدرسة وطنية لتكوين وتحسين مستوى إطارات إدارات الشؤون الدينية والأوقاف، بما يحقق ضمان التزام المتكونين بالمرجعية الدينية الوطنية، وإكسابهم المعارف الضرورية لأداء رسالتهم.
وأبرز المتحدث، أن محاور تكوين الأئمة والمرشدات الدينيات متنوعة، بمستوى عال ومكثف وببرامج مترابطة ومنسجمة، وكيفيات تدريس مختلف العلوم للمواطنين والمواطنات.
وكشف أن الإدارة المركزية للوزارة تنظم كل سنة دورات تكوين وتحسين المستوى لفائدة جميع الموظفين على مستوى هذه المعاهد والمدرسة الوطنية وكذا مراكز التكوين المستمر لفائدة الأئمة والمرشدات الدينيات على مستوى كل الدوائر بالولايات التي تشرف عليها المديريات الولائية، إلى جانب الندوات الشهرية وما تتضمنه من محاضرات وتوجيهات خاصة تتواءم مع المستجدات والمناسبات الدينية والوطنية. وأضاف: كما تسهم الأيام الدراسية، والملتقيات المحلية والجهوية والوطنية والدولية في إثراء المعارف وتوجيهها وفق المتطلبات ووسائل التدريس الحديثة”.
وأوضح يوسف بلمهدي، أن منشورات ومطبوعات وزارة الشؤون الدينية والأوقاف على مختلف الوسائط، كمجلة رسالة المسجد ومجلة الثقافة الإسلامية، وأعمال الملتقيات، يستلهم منها الأئمة والمرشدات الدينيات توجيهات علمية وإجابات عما يحدث من مسائل مستجدة.
تعتمد وزارة الشؤون الدينية، لنشر الوعي الديني الصحيح، على مجموعة من الآليات المحكمة لجودة الخطاب الديني في المساجد، وضمان اتساقه مع الوسطية ومكافحة التطرف والغلو منها جهاز التفتيش سواء على المستوى المركزي أو المحلي، الذي يعمل “بصفة دائمة” على رصد الاختلالات ومعالجتها، يؤكد الوزير.
ويضيف: “لتتوافق مع المرجعية الدينية الوطنية، وتسهم في تعزيز الوعي الديني لدى المجتمع وتقديم خطاب ديني واضح ومتناغم مع تحديات العصر”.
واعتبر بلمهدي، أن الزيارات الميدانية، ومرافقة خطب الجمعة والدروس المسائية، يمكّن من تقديم تقييم موضوعي وعملي لمستوى الخطاب الديني الذي يشهد تطورا ورقيا وتأثيرا إيجابيا لدى المجتمع، ومتابعة ذلك ميدانيا للوقوف على مدى تجسيد التزامات القطاع فيما يتعلق بالمساهمة في نشر الوعي، سواء بضمان استمرارية دروس الوعظ والإرشاد ومختلف الأنشطة المرافقة لها، وجودة المحتوى بما يلبي حاجة وتساؤلات المواطنين والمواطنات.
وأكد أن مصالحه تعمل مركزيًا ومحلياً على التدخل كلما دعت الضرورة للتوجيه وإمداد المشرفين على هذا الخطاب بعديد المواد العلمية على مختلف الوسائط، بما يمكنهم من تقديم رسالة تليق بمقام مهمتهم.
بقرار يُعاني من "الجفاف" في أمريكا.. ماذا يحدث للمهاجم الجزائري؟
محادثات موسعة بين الجزائر والإكوادور لتعزيز التعاون الاقتصادي
ممثلا لرئيس الجمهورية.. شايب يشارك في مراسم تنصيب رئيس جمهورية الإكوادور
حجام هداف ولكن لن يلعب دوري الأبطال.. بقاؤه أصبح مستبعدا؟
ياسمينة خضرا يتوّج بجائزة المجلس العالمي للجالية الجزائرية في المهجر