شكّلت زيارة المفوض الأوروبي السامي للشؤون الخارجية والسياسات الأمنية جوزيب بوريل، إلى الجزائر، صدمة قوّية لإسبانيا، التي كانت تعلّق عليها آمالا كبيرة لتحسين علاقاتها مع الدولة الجزائرية وبالتالي فكّ الحصار التجاري الذي أثقل عاتقها.
وفشل جوزيب بوريل، الذي وضع ملف الأزمة مع إسبانيا ضمن أجندة الزيارة التي التقى خلالها برئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، في إقناع القيادة الجزائرية بالعدول عن عقوباتها المفروضة ضدّ مدريد.
في هذا الصدد، كشفت وكالة “الكونفيدونسيال” الإسبانية، أن المفوضية الأوروبية تراجعت عن فتح ملف ضدّ الجزائر لمعاقبتها على العقوبات التي فرضتها على الدولة الإيبيرية، لغياب أن إجراء قانوني رسمي من الجزائر ينصّ على مقاطعة إسبانيا.
وأبرز المصدر ذاته، أن الجزائر لم تُصدر أي تعليمة رسمية أو قرار رسمي يقضي بمعاقبة إسبانيا، ما يجعل اتخاذ المفوضية الأوروبية، أيّة تدابير للدفاع عن إسبانيا، أمر صعب جدا.
كما امتنعت بروكسل، حتى عن فتح تحقيق في سيولة التجارة الجزائرية الإسبانية.
وزير خارجية إسبانيا يدلي بتصريحات جديددة يزعم فيها أن الجزائر حاصرت إسبانيا تجاريا، ويؤكد أنه يحرّض الاتحاد الأوروبي على الجزائر.. تابع التفاصيل في الفيديو pic.twitter.com/cIjb5cTVh8
— أوراس | Awras (@AwrasMedia) June 30, 2022
وعبّر الإعلام الإسباني، عن غضبه لفشل جوزيب بوريل على إحراز أي انتصار لصالح أوروبي لصالح إسبانيا التي وفقا لأحدث بيانات المفوضية الأوروبية، سجّلت خسارات بقيمة 2000 مليون بورو تتكبدها الشركات المُصدّرة.
وكان جوزيب بوريل، قد جزم قبل زيارة الجزائر بأنه سيتمكّن من حلّ الأزمة.
يذكر أن الجزائر مصرة على الثبات على موقفها تجاه هذا الملف، لحين عدول الحكومة الإسبانية عن قرار دعمها لمقترح الحكم الذاتي المغربي في الصحراء الغربية.
يشار إلى أن هذا الأمر مقترن بانتخابات مرتقبة، سيختار فيها الشعب الإسباني النزيل المقبل لقصر مونكلوا.