بعثت الجزائر من خلال إسقاط المسيرة المالية التي اخترقت مجالها الجوي رسالة مفادها عدم التساهل مع أي مساس بالسيادة وإشارة قوية لإمكانية تصديها لأعتى الأسلحة التي باتت تتباهى بها بعض دول الجوار.
أعلنت وزارة الدفاع الوطني بتاريح 01 أفريل الجاري، إسقاط مسيرة اخترقت المجال الجوي الجزائري لمسافة 02 كلم، دون إعطاء تفاصيل أكثر حول نوعية الطائرة.
غير أن تقارير متطابقة ومصادر مطّلعة أكدت أن الأمر يتعلق بمسيرة “أكينجي بيرقدار التركية”.
في هذا الصدد، أكد الإعلامي المتخصص في “شؤون الحركات الجهادية”، وسيم نصر، في تصريح لقناة “فرانس 24″، أن الطائرة التي أسقطتها الجزائر هي من نوع “أكينجي بيرقدار” التركية.
ولفت الخبير في شؤون الحركات الجهادية، إلى أن هذا النوع من أكبر المسيرات في العالم، ولها قدرات قتالية عالية.
وأضاف: “مدى عملها 7500 كلم وحمولتها 1350 كلغ من المواد المتفجرة وثمنها ما بين 20 و30 مليون دولار”.
وأكد المتحدث، أن المسيرة التي أسقطتها الجزائر، كانت آخر طائرة من هذا النوع بحوزة الجيش المالي.
روّجت تركيا إلى أن طائرة “بيرقدار أكينجي”، من أقوى الصناعات العسكرية في العصر الحالي.
وتتميز الطائرة بعدة خصائص تقنية وقتالية على غرار حجمها الكبير وأدائها من حيث السرعة إذ أن أقصى سرعتها 195 عقدة أي حوالي 360 كلم في الساعة.
كما يمكنها التحليق عملياتيا إلى 40.000 قدم، مع إمكانية الطيران لمدة 24 ساعة متواصلة.
ويمكن لهذا “الدرون” حمل مجموعة من الذخائر كالصواريخ والقنابل الموجهة والصواريخ جو جو وغيرها.
كما تحوز “بيرقدار” بأنواعها، على أنظمة ملاحة إلكترونية، فهي مزودة برادارات متطورة وأنظمة دعم إلكتروني ونظام تحكم أوتوماتيكي وغيرها من المميزات التي تجعلها صعبة الاستهداف.
يرى أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية زهير بوعمامة، أن إسقاط الدرون أكنجي بتلك السرعة والفعالية وفي تلك الظروف، كشف قدرات وجاهزية كبيرة واحترافية عالية وتحكما مثاليا في التكنولوجيا لدى قوات الدفاع الجوي عن الإقليم في الجيش الوطني الشعبي.
وتابع في منشور عبر صفحته الرسمية: “كل المراقبين وغرف التحليل الخاصة تريد أجوبة الآن عن كثير من الأسئلة؛ كيف استطاعت القوات المسلحة الجزائرية التعامل مع هذا الدرون المتطور المسلح عالي التقنية بتلك الفعالية والسرعة وفي أول اختبار لها، و ما هي القدرات الفعلية التي يمتلكها الجزائريون في هذا المجال؟”.
وأبرز زهير بوعمامة، أن هذه الحادثة كانت أول اختبار حقيقي لقوات الدفاع الجوي عن الإقليم في التعامل مع هجوم معتد بالدرونات عالية الدقة، وقد نجحت فيه بطريقة باهرة وبعلامة 10/10.
أبهرت في إيران وأسقطتها الجزائر في تن زواتين
خطفت “بيرقدرا أكينجي” الأنظار في حادثة البحث عن موقع طائرة الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي، السنة الماضية.
وتمكنت المُسيرة التركية من التحليق طيلة 7 ساعات ما جعلها الأكثر متابعة في العالم.
واكتشفت “بيرقدار”، مصدرا للحرارة، ما ساهم في التوصل إلى حطام طائرة إبراهيم رئيسي.
مع خروج القوات الفرنسية من مالي، استقبل رئيس السلطة الانقلابية في باماكو، أسيمي غويتا، حوالي 20 طائرة تركية مسيرة من بينها “بيرقدار”.
وأبرز السفير التركي لدى مالي آنذاك، أن هذه الطائرات بدون طيار “ستساهم في حماية القوات المسلحة المالية، ومراقبة القوافل العسكرية، والأنشطة الإرهابية، وكذلك تعزيز العمليات ضد الجماعات الإرهابية.
تورط الجيش المالي مدعوما بمرتزقة “فاغنر” في قصف المدنيين بإقليم كيدال شمال مالي.
وفي الوقت الذي عزّزت باماكو قدراتها العسكرية بحجة مكافحة الإرهاب، استقوت بها هذه الأخيرة ضدّ الأزواد شمال البلاد.
ففي أغسطس الفارط، نفذ الجيش المالي، غارات بطائرات بدون طيار من بوركينا فاسو في تينزاواتين، على بعد أمتار قليلة من الأراضي الجزائرية.
وأودت هذه الضربات الإجرامية بحياة 21 قتيلا مدنيا، بينهم 11 طفلا ومسير الصيدلية، وعشرات الجرحى، بالإضافة إلى أضرار مادية جسيمة.
ولم تكن هذه المرة الوحيدة التي تقصف فيها مالي المدنيين، إذ تكررت العملية عدة مرات، وفقا لما عُلم من الحركات الأزوادية ومصادر محلية.