تحركات إقليمية متسارعة.. حفتر يصل إلى النيجر بعد مغادرة وفد إماراتي محمد لعلامة

تحركات إقليمية متسارعة.. حفتر يصل إلى النيجر بعد مغادرة وفد إماراتي

  • انسخ الرابط المختص

وصل الفريق صدام خليفة حفتر، رئيس أركان القوات البرية الليبية التابعة للقيادة العامة، الخميس، إلى العاصمة النيجرية نيامي، في زيارة مفاجئة لم يُعلن عنها مسبقًا، حيث كان في استقباله وزير الداخلية النيجري، الجنرال محمد تومبا.

وأفادت رئاسة أركان القوات البرية الليبية، أن حفتر الابن أجرى هذه الزيارة بصفته مبعوثًا للقائد العام للقوات المسلحة الليبية، المشير خليفة حفتر، حيث أجرى محادثات مع رئيس جمهورية النيجر، الجنرال عبد الرحمن تشياني، تم خلالها استعراض المستجدات الإقليمية والدولية، وبحث آفاق التعاون الأمني والعسكري بين الجانبين.

وأكد صدام حفتر، خلال اللقاء، “متانة العلاقات بين ليبيا والنيجر”، ونقل تحيات وتقدير القيادة الليبية إلى الرئيس تشياني، الذي بدوره منحه وسام الاستحقاق الوطني، وهو أعلى وسام في النيجر، تقديرًا لدور القوات المسلحة الليبية في محاربة الإرهاب، ولدعمها للاستقرار الإقليمي.

تحركات موازية وتوجس جزائري

وتأتي هذه الزيارة بعد أيام فقط من جولة إقليمية أجراها وفد إماراتي بقيادة وزير الدولة شخبوط بن نهيان، شملت مالي والنيجر، وهي زيارة أثارت قلقًا جزائريًا متزايدًا، في ظل التوتر القائم بين الجزائر وبعض دول الساحل، لا سيما بعد حادثة إسقاط طائرة مسيّرة تابعة للجيش المالي، التي اخترقت الأجواء الجزائرية أواخر مارس الماضي.

ورغم محاولات الجزائر تعزيز علاقاتها مع سلطات النيجر الجديدة التي تولت الحكم عقب انقلاب أوت 2023، من خلال مشاريع طاقوية استراتيجية، إلا أن موقف نيامي الداعم لباماكو في الحادث الحدودي الأخير، أعاد خلط الأوراق، وطرح تساؤلات حول مستقبل الشراكة الإقليمية في المنطقة.

ويُضاف إلى هذا المشهد التوتر الذي عاد ليخيم على العلاقات الجزائرية-الإماراتية، بعد بث قناة “سكاي نيوز عربية” لبرنامج أثار جدلاً واسعًا في الجزائر، استضاف فيه المؤرخ محمد الأمين بلغيث، ووردت خلاله تصريحات مسيئة للأمازيغية، ما اعتبرته الجزائر “مسًّا بهويتها الوطنية”.

تنافس النفوذ في الساحل

وتراقب الجزائر بقلق ما يُعتبر تمددًا إماراتيًا في منطقة الساحل الإفريقي، عبر تحالفات أمنية واقتصادية مع سلطات انتقالية جديدة في مالي والنيجر وبوركينا فاسو، في وقت تعاني فيه علاقاتها مع هذه الدول من فتور دبلوماسي غير مسبوق، ترجم مؤخرًا بسحب السفراء المتبادل.

وبينما تُحاول الجزائر إعادة ترميم حضورها الإقليمي في الساحل، بعد عقود من النفوذ الاستراتيجي، يرى مراقبون أن الأطراف الإقليمية الأخرى، كالإمارات، تسعى لملء الفراغ ونسج تحالفات جديدة على أنقاض التوازنات التقليدية.

شاركنا رأيك