تحركت في مالي.. هل تسعى السعودية لموطئ قدم في الساحل على حساب الجزائر؟
تحركت في مالي.. هل تسعى السعودية لموطئ قدم في الساحل على حساب الجزائر؟ أميرة خاتو

تحركت في مالي.. هل تسعى السعودية لموطئ قدم في الساحل على حساب الجزائر؟

  • انسخ الرابط المختص

أطلق التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، بحر الأسبوع الفارط، من العاصمة المالية، باماكو، برنامجه الإقليمي لدول الساحل في جمهورية مالي.

وأفاد التحالف، أن هذه الخطوة تأتي التزاما منه بدعم الجهود الإقليمية لمواجهة التهديدات الإرهابية في منطقة الساحل، وتعزيز التعاون بين الدول الأعضاء ضمن رؤية شاملة تقوم على التنسيق الفكري والإعلامي والعسكري، والتصدي لظاهرة تمويل الإرهاب.

وعبّر وزير الدفاع الفريق ساديو كامارا عن تقديره للدور الذي تضطلع به المملكة العربية السعودية في تسهيل أعمال التحالف، مؤكداً أن السعودية تلعب دوراً محورياً في دعم استقرار المنطقة من خلال هذا التحالف الفاعل.

وأشار كامارا، إلى أن محاربة الإرهاب باتت تمثل تحدياً كبيراً أمام مالي ودول الساحل وإفريقيا بشكل عام، معتبرا أن تمويل الإرهاب أكبر عائق أمام المؤسسات المدنية، ويعيق التقدم والتنمية في المجتمعات الإفريقية، مشدداً على أن هذه الآفة تحتاج إلى جهود جماعية متواصلة لمواجهتها.

ويرى العسكري المالي، أن ما يقدمه التحالف الإسلامي يُعد جهداً كبيراً يخدم الدول الأعضاء بصدق وإخلاص.

يشار إلى أن أزيد من 200 مسؤول أمني وقضائي من دولة مالي استفاد من تدريبات مكثفة تتعلق بالتتبع المالي وتحليل الشبكات غير المشروعة والتجارب الدولية ذات الصلة في مجال محاربة غسيل الأموال وتمويل أنشطة الإرهاب.

ما هو التحالف الإسلامي العسكري؟

​​​​​​​تشكّل التحالف بمبادرة من المملكة العربية السعودية، أعلن عنها، ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في ديسمبر من عام 2015.

​ويضم التحالف 48 دولة هي:  السعودية والإمارات ومصر والأردن والمغرب وتونس وتركيا واليمن والسودان وأوغندا وفلسطين وقطر وعمان والسنغال وباكستان ومالي وبوركينا فاسو وليبيا والكويت ولبنان وأفغانستان والنيجر ونيجيريا والصومال وتوغو وباكستان والسنغال وسيراليون وباكستان وماليزيا والمالديف وكينيا وغينيا بيساو وجزر القمر والبحرين وبنغلاديش وبنين وبرونواي والكاميرون وكوت ديفوار وجيبوتي والغابون وغامبيا وغينيا وعمان وبوركينا فاسو والتشاد وأوغندا.

وتدعم التحالف، المملكة المتحدة وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية.

هل يكافح الانقلابيون الإرهاب؟

رغم تنامي الجماعات الإرهابية وتحولها إلى جيوش منظمة في منطقة تُعد استراتيجية للجزائر، تُظهر الأرقام فشل السلطات الانقلابية في باماكو في كبح هذه الظاهرة أو الالتزام الجدي بمحاربتها.

وتؤكد معطيات متطابقة أن الجيش المالي مدعوم بمرتزقة “فاغنر”، يستهدف المدنيين في الشمال المالي من المكوّن الأزوادي في عمليات انتقامية، دون تحقيق أية نتائج عملية على أرض الواقع ضد الإرهاب.

وبعيدا عن المبادرات الشكلية، تعتبر الجزائر دولة رائدة في مكافحة الإرهاب نتيجة تجربتها الأليمة في سنوات التسعينات.

وأكد الفريق أول السعيد شنقريحة، الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، أن الجزائر لا تقبل المزايدة على تجربتها الرائدة في مكافحة الإرهاب.

وقال شنقريحة: “لقد انتصرت الجزائر بشعبها وجيشها ومؤسساتها على آفة الإرهاب، مطورة تجربة فريدة أضحت نموذجاً يحتذى به في مجابهة التهديدات العابرة للحدود.”

وتعيش الجزائر أزمة دبلوماسية غير مسبوقة، فجّرها الانقلابيون في بعض دول تحالف الساحل، على رأسهم أسيمي غويتا رئيس السلطة الانقلابية في مالي.

تشهد منطقة الساحل في الأيام الأخيرة سباقًا متسارعًا بين دول عدة، تسعى لفرض حضورها ورسم ملامح جيوسياسية جديدة في واحدة من أكثر مناطق إفريقيا حساسية، تزامنا مع التوتر الذي يطبع العلاقات الجزائرية الساحلية.

شاركنا رأيك