اشتعلت شرارة جدل حاد بين وزير الاتصال محمد مزيان والنائب البرلماني عبد السلام بشاغا، على خلفية تقرير بثه التلفزيون العمومي عن المؤرخ محمد الأمين بلغيث.
اتهم وزير الاتصال محمد مزيان أحد نواب البرلمان – دون تسميته مباشرة – بـ”الجهل” و”الإساءة للتلفزيون العمومي”، وذلك في رد غير معتاد على انتقادات وجهها النائب عبد السلام بشاغا بشأن تقرير وصفه بأنه “تشهيري ومخالف لأخلاقيات الإعلام”.
وقال مزيان خلال يوم دراسي بسطيف: “النائب قال كلاما قبيحًا، وافتقر للثقافة المؤسساتية والمعلومة الدقيقة. وزارة العدل، ممثلة في وكيل الجمهورية، هي من أصدرت البيان، وليس التلفزيون العمومي.”
وأكد الوزير أن التلفزيون العمومي لا يُنتج بيانات المؤسسات، بل يكتفي بنقلها ضمن مهامه في الخدمة العمومية.
النائب بشاغا يرد على الوزير
وفي رد مباشر، اتهم النائب عبد السلام بشاغا وزير الاتصال بتجاوز صلاحياته، قائلًا إنّ الردود على مداخلات النواب تتم عبر القنوات الرسمية وليس بالتصريحات “الهجومية”.
وأوضح النائب عن حركة مجتمع السلم أن تدخله تحت قبة البرلمان كان يخص التقرير الذي بُث بتاريخ 2 ماي، والذي تضمّن، حسبه، “إدانة إعلامية مسبقة وتشهيرًا” بالبروفيسور محمد الأمين بلغيث، قبل صدور أي بيان قضائي رسمي.
كما شكر النائب بشاغا نواب المجلس الشعبي الوطني عن ولاية سطيف، الذين انسحبوا من النشاط احتجاجاً ورفضا لتصريحات وزير الاتصال.
مداخلة بشاغا حول التقرير تلفزيوني
انتقد النائب بالمجلس الشعبي الوطني، عبد السلام بشاغا، تقريرا تلفزيونيا سابقا بثه التلفزيون العمومي، يصف المؤرخ محمد الأمين بلغيث بـ “الأمين بلغيث بـ”صاحب نفس مريضة وتاجر الإيديولوجيا في سوق التاريخ”، في مداخلة له أمام وزير العدل لطفي بوجمعة.
وقال عبد السلام بشاغا لوزير العدل: “هل أعطيتم شيئا من صلاحيات وزارة العدل لوزارة الاتصال؟”.
وتابع: “هل تم تنصيب محاكم إعلامية على شاشات التلفزيون ومنذ متى يحاكم الجزائري على نشرة الثامنة؟”.
ودعا بشاغا إلى مراجعة السياسة الإعلامية للدولة وآليات الاتصال وأدوات خطابها، لا سيما الموجه إلى الجزائريين.
قضية بلغيث
أعلنت نيابة الجمهورية لدى محكمة الدار البيضاء، بتاريخ 3 ماي الماضي، فتح تحقيق ابتدائي في قضية المؤرخ محمد الأمين بلغيث، وإيداعه الحبس المؤقت.
وتعود حيثيات القضية، إلى تصريحات أدلى بها بلغيث، لقناة “سكاي نيوز” الإماراتية حول الأمازيغية.
وأثارت تصريحات بلغيث، جدلاً واسعًا في الأوساط السياسية والثقافية الجزائرية.
ووصف بلغيث الأمازيغية بأنّها “مشروع أيديولوجي صهيوني فرنسي”.
