استنكرت دار الناشر “غاليمار” Gallimard، يوم الاثنين، ما سمّتها حملات تشهيرية ضد الكاتب كمال داود.
وأعربت الدار الناشرة لرواية “حوريات” الحائزة على جائزة “غونكور” عن رفضها للهجمات التي وصفتها بـ”التشهيرية” ضد الكاتب الفرنسي-الجزائري كمال داود.
جاء ذلك بعد توجيه اتهامات للكاتب كمال داود الحائز على جائزة غونكور 2024 عن روايته “حوريات”، من قبل إحدى ضحايا “العشرية السوداء”، بأنه استغل قصتها الشخصية ومعاناتها في كتابة الرواية.
اتهمت سيدة تدعى سعادة عربان، الكاتب كمال داود باستخدام قصتها الشخصية وتجاربها المؤلمة كأساس لروايته “حوريات”، التي حازت على جائزة غونكور لعام 2024.
ونفى الناشر أنطوان غاليمار هذه الادعاءات ووصفها بأنها “تشهيرية”، مؤكدًا أن الشخصيات والأحداث في الرواية هي من وحي الخيال رغم استلهامها من وقائع تاريخية.
وأضاف غاليمار في بيان، نقلته “لوباريزيان”: “رواية حوريات مستوحاة من الأحداث المأساوية التي شهدتها الجزائر خلال الحرب الأهلية في التسعينيات، إلا أن الحبكة والشخصيات والبطلة هي من نسج الخيال”.
ادعت سعادة عربان، إحدى ضحايا “العشرية السوداء”، أنها وجدت تشابهًا كبيرًا بين تجربتها الشخصية وبين شخصية البطلة الرئيسية في الرواية.
وأشارت السيدة في مقابلة تلفزيونية، إلى أنها تلقت علاجًا نفسيًا على يد زوجة كمال داود، التي تعمل طبيبة نفسية.
وقالت عربان لقناة “One TV” الجزائرية: “قبل ثلاث سنوات، دعتني السيدة داود إلى منزلهما في حي حسناوي بوهران. هناك، طلب مني كمال داود إذنًا لكتابة رواية مستوحاة من قصتي، لكنني رفضت”.
تقول غاليمار، إن الكاتب كمال داود تعرّض لحملة انتقادات واسعة بعد نشر روايته، خاصة من وسائل إعلام جزائرية.
كما تم حظر دار النشر ورواية “حوريات” من المشاركة في معرض الجزائر الدولي للكتاب الذي اختتم مؤخرًا، حسب المصدر ذاته.
وتزامنت هذه التطورات مع تصاعد الجدل حول الرواية التي تسلط الضوء على الفترة الأكثر حساسية منذ تاريخ استقلال الجزائر “العشرية السوداء” (1992-2002)، التي راح ضحيتها أكثر من 200 ألف شخص وفقًا للإحصاءات الرسمية.
رواية حوريات، تتناول قصة مظلمة تجري أحداثها جزئيًا في وهران. البطلة “أوب”، فتاة خرساء منذ أن قطع أحد الإسلاميين حنجرتها ليلة 31 ديسمبر 1999.
تقول عربان إن الرواية تتشابه بشكل كبير مع حياتها، حيث تتطابق تفاصيل مثل “ندبة العنق” و”الإصابات الجسدية بعد محاولة ذبح فاشلة” و”الصمت الناتج عن الصدمة” و”معاناة فقدان الأسرة في مجزرة”.
كما أضافت أن الرواية تتضمن تفاصيل أكثر حميمية، مثل رحلتها العلاجية وعلاقتها بوالدتها.
تشير بعض المصادر، إلى أن هذه الاتهامات قد تؤدي إلى تقديم شكوى ضد زوجة كمال داود بتهمة “انتهاك السرية المهنية”.
في المقابل، لن تتمكن سعادة عربان من رفع دعوى ضد كمال داود نفسه، حيث لم يتم ذكر اسمها في الرواية.
إضافة إلى ذلك، يواجه كمال داود سيلا من الانتقادات في الجزائر والعالم العربي، خاصة بسبب موقفه الرافض لدعم غزة في الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع.
كما يعرف الكاتب الجزائري بولائه الشديد لفرنسا وكتاباته الناقدة للجزائر، وكذا مواقفه المثيرة للجدل من قضايا اللغة والدين والانتماء.