في إطار التبادلات الاقتصادية بين دول المغرب العربي، شهدت المنطقة انتعاشًا في التجارة، لا سيما بين الجزائر وتونس.
لكن خلال الأشهر الثمانية الأولى من 2024، لوحظ تقارب واضح بين تونس والجزائر، في حين تراجعت العلاقات التجارية بين تونس والمغرب، وسط تهديدات للتوازنات الجيوسياسية في القارة الإفريقية.
أظهرت بيانات المعهد الوطني للإحصاء في تونس ارتفاعًا ملحوظًا في صادراتها إلى الجزائر بنسبة 40.9% خلال ثمانية أشهر الأولى من السنة الجارية.
يُعزى هذا النمو إلى العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين، حيث تعتبر تونس ثاني شريك اقتصادي للجزائر في إفريقيا، مع استمرار التشاور والتنسيق حول القضايا الإقليمية والدولية.
بالمقابل، تراجعت الصادرات التونسية إلى المغرب بنسبة 17.2%، وكذلك مع ليبيا بنسبة 13.6%.
ويمكن تفسير هذا التراجع بالخلافات السياسية والاقتصادية، أو بزيادة المنافسة في أسواق استراتيجية مثل المنتجات الزراعية والصناعية.
وتعرقل التوترات السياسية والخلافات الاقتصادية التكامل الإقليمي، بينما تعززه التحالفات الثنائية، مثل بين تونس والجزائر، على حساب العلاقات مع دول أخرى مثل المغرب.
الجدير بالذكر أن الجزائر وتونس وليبيا عقدوا اجتماعًا تشاوريًا، غابت عنه المغرب، يهدف اللقاء الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى جديد.
وقد يُعزى تراجع العلاقات التجارية بين تونس والمغرب إلى حرص تونس على الحفاظ على حيادها في قضية الصحراء الغربية.
المغرب سبق أن استدعى سفيره في تونس للتشاور بعد استقبال الرئيس التونسي لقائد جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، ما أثار غضب المغرب الذي اعتبر الخطوة إساءة لمشاعر الشعب المغربي.