ما زال اليمين المتطرف يحاول استفزاز الجزائريين بشتى الطرق، فمن قضية المهاجرين غير القانونيين، ها هو يحاول خلق جدل جديد بالتطاول على نخبة الجزائر في فرنسا.
وجاء ذلك، باستهدف قيادي في حزب “استرداد” اليميني الفرنسي المتطرف الذي يتزعمه إيريك زمور، لعدد من الأطباء العاملين في مدينة بوفاي الفرنسية، بسبب أسمائهم ذات الأصول المغاربية ومنها الجزائرية.
وأرفق القيادي، غيوم بنسوسان، الصورة التي نشرها على حسابه الرسمي على منصة “إكس” بعبارة “الاستبدال الكبير نظرية مؤامرة وعنصرية من أقصى اليمين”.
نظرية “الاستبدال الكبير” هي نظرية مؤامرة ظهرت في فرنسا، تقول إن هناك “مخططًا لاستبدال السكان الأصليين (البيض الأوروبيين، وبشكل خاص الفرنسيين) بسكان مهاجرين من أصول غير أوروبية، لا سيما من المسلمين القادمين من شمال إفريقيا والشرق الأوسط”.
وترتبط هذه النظرية، بمخاوف من “أسلمة أوروبا” وفقدان “الهوية الغربية”، ويعد السياسي اليميني المتطرف، إريك زمور، من بين أبرز الشخصيات التي تتبنى هذا الخطاب.
أثار منشور القيادي في حزب إريك زمور، سخطا واسعا في فرنسا لا سيما من طرف الأطباء وبعض الشخصيات السياسية، علما أنّ النخبة الجزائرية من الأطباء تشكل النسبة الأكبر في النظام الصحي الفرنسي.
وقال الدكتور هيثم شاكر وهو من بين الأسماء التي استهدفها بنسوسان، “لقد صُدمت لأننا لم نتوقع مثل هذه الحالة على الإطلاق، كل هؤلاء الأطباء في الوطن هم أطباء فرنسيون، خريجو الدولة الفرنسية، وعملوا في الجامعات والمستشفيات الفرنسية”.
ووفق ما نقلت وسائل إعلام فرنسية، فإنّ هذا المنشور “حملة سياسية عنصرية وتشهيرية وتمييزية ضد مجموعة من الأطباء الذين يمارسون المهنة في مدينة واز منذ 35 عامًا”.
من جهته، قال الطبيب العام في المنشأة ذاتها، ماسينيسا بيرغوت، ” سواء أكان الأطباء يأتون من المريخ أم من المشتري فهذا لا يعنيني، الأمر الرئيسي هو أن تتم الموافقة عليهم من قبل سلطات مجلس نقابة الأطباء الذين هم ضامنينا”.
يذكر، أنّ رئيس عمادة الأطباء الجزائريين، محمد بركاني بقاط، كان قد كشف في تصريحات سابقة، أنّ الأطباء الجزائريين العاملين في الخارج بلغ خلال 2024 نحو 30.000 طبيب من شتى التخصصات، حيث 80 % منهم يتواجدون بفرنسا، بينما يتوزع الباقي على كندا وأميركا وألمانيا وبريطانيا ودول الخليج.