في الوقت الذي يعدّ تحصيل لقمة العيش اليومية، الشغل الشاغل للعديد من العائلات الجزائرية وكذا مجابهة مصاعب الحياة لتوفير معيشة “مناسبة” للأبناء وفق الظروف والإمكانيات المتاحة، ينشغل كثير من شباب الجزائر (المراهقين) خصوصا منهم بالتركيز على حياة السوشيل ميديا “الفاخرة” ووهم الثروة.
ولا شكّ أن “المظاهر الكاذبة” وسحر حياة البرجوازية “الوهمية” التي يروّج لها العديد من مشاهير منصّات التواصل الاجتماعي في الجزائر، قد بدأت تؤثّر بشكل سلبي على سياق المجتمع وتؤثّر على نفسيات الشباب، وفق رؤية المختصّة في علم الاجتماع الدكتورة سميرة فكراش.
وهو ما أصبحت نتائجه تظهر بشكل جلّي، في رغبة العديد من المراهقين في الانضمام إلى سباق الثروة والنجاح المادي المزعوم المتوّج بفنادق 5 نجوم، وأسفار مجّانية، وسيّارات آخر طراز في العلن، وتجرّد من القيم الإنسانية والأخلاقيات العامّة تصل إلى حدّ الكذب والخداع والنصّب والاحتيال، خلف الكواليس.
ولإثراء هذا الموضوع أكدت الدكتورة فكراش في حوار مع أوراس، أن سلّم القيم في المجتمع الجزائري تأثر كثيرا في السنوات الأخيرة، حتّى أنه أصبح شبه منعدم حيث أن القيم المادية طغت وصارت في المرتبة الأولى في هذا السلّم.
وأوضحت فكراش أنه توجد العديد من العوامل التي سبّبت التغيّر في الذهنيات، من بينها الانفتاح العشوائي على ثقافات أخرى وتصوّرات حياتية مختلفة تركز على المظاهر المادية.
وشدّدت المتحدّثة ذاتها على أن سبب هذه المظاهر، هو منصّات التواصل الاجتماعي، حيث أصبح الحديث دائما عن “الثراء العشوائي وغير المدروس” الذي يسمح للفردية والأنانية بأن تطغى على الحياة الشخصية والجماعية، وكذا بروز النرجسية.
وأكدت المختصة في علم الاجتماع، أن شريحة الشباب أكثر عرضة لخطر هذه المظاهر، لأنها تقتدي بنموذج ضعيف من ناحية القيم والتصورات والنجاح الحقيقي.
وأوضحت المتحدّثة ذاتها، أن “هذا النموذج الضعيف”، يعمل فقط على صورة المظهر الخارجي ويركّز على أن أساس الحياة هو المال.
وأكّدت الدكتورة، أنّ بعض ما يُسموّن بـ “المؤثّرين” يحاولون إيصال فكرة فرض وجود النفس بالمال والثراء، ما يستوجب دقّ ناقوس الخطر.
من جهتها، أوضحت الأخصائية النفسية، حياة صابري، لأوراس، أن هذه الظاهرة السلبية تتسبب في انخفاض معدّل الكفاءة والرفاهة النفسية لدى شباب الجزائر وبالتالي تطغى الانفعالات النفسية التي تخلق ضغوطا تؤدّي إلى الاكتئاب والتشاؤم وانعدام الثقة في النفس.
وأكّدت الأخصائية ذاتها، أن البناء الشخصي للفرد أصبح غير متين، يؤدّي إلى اضطرابات نفسية قد تصل إلى حدّ الانتحار.
في هذا السياق، شدّدت صابري على ضرورة أن يتحلّى كلّ شخص لديه عدد كبير من المتابعين، بروح المسؤولية، وأن يعلم أنه يخدم غيره.
وقالت المتحدّثة ذاتها، أن “الأنستغرام” هو عالم مزيّف يعكس فيه بعض الأشخاص صورة مشرقة تمنّوها.
ودعت الأخصائية، الأولياء إلى مراقبة أبنائهم ومحاولة التقرّب منهم والتحاور معهم من أجل معرفة، سبب متابعة أبنائهم لهذه الشخصيات، وما هو الشيء الذي يجذبهم إليها.
تحمل اتهاما خطيرا.. إيداع شكوى مغربية لدى إدارة "بي إن سبورتس" بخصوص حفيظ دراجي
القادري يرد على اتهامات إساءته للمنتخب الجزائري موجها رسالة مباشرة لبلماضي
"فاف" تكشف هوية ممثلي الجزائر في المنافسات القارية الموسم المقبل
بسبب دعمه للشعب الصحراوي.. مخرج مغربي يُستبعد من لجنة تحكيم مهرجان دولي
جدل كبير حول شرعية "نجمة" اتحاد العاصمة