باتت وضعية أسماء خمسة لاعبين يملكون وزنا ثقيلا في المنتخب الوطني الجزائر، تُشكل صداعا كبيرا للناخب الوطني الجزائري جمال بلماضي، الباحث دون شك عن إيجاد بدائل مناسبة لها في المستقبل القريب.
واختلفت وضعيات هؤلاء اللاعبين الذين يواصلون الغياب عن مباريات أنديتهم، بين الإصابات المتفاوتة الخطورة، وبين الجلوس الدائم في دكة البدلاء، وهو أمر لن يخدم مخططات مدرب “الخضر” جمال بلماضي، المُقبل وأشباله على تربص شهر مارس القادم.
ويأتي متوسط ميدان “الخضر” إسماعيل بن ناصر، على رأس قائمة الأسماء الثقيلة التي قد يفتقد بلماضي خدماتها في التربص المقبل، بعد تجدد إصابته العضلية في الفخذ، سهر الخميس الماضي، عندما عاد من الإصابة وشارك أساسيا رفقة ناديه ميلان، في منافسة الدوري الأوروبي.
وكانت عودة بن ناصر غير موفقة تماما، إذ لم يقدر على إكمال لقاء نادي النجم الأحمر بلغراد، وغادر مصابا في الدقيقة الـ39 من تلك المواجهة، ليترك خيبة أمل كبيرة لدى الطاقم الفني لكتيبة “الروسونيري”، خلفت معها دون شك قلقا كبيرا لمدرب المنتخب الجزائري.
ومما لاشك فيه أن تعرض بن ناصر للإصابة الرابعة الموسم الحالي، ستؤثر على مستواه البدني والتنافسي مستقبلا، خاصة وأنه قارب الـ60 يوما من الغياب عن المباريات إلى حد الآن، ما سيترك فراغا رهيبا في خط وسط فريقه ميلان ومنتخب “محاربي الصحراء”، الذي تنتظره مبارتين في تصفيات الـ”كان” المقبل.
ويُعد النجم سفيان فيغولي ثاني أهم لاعب في خط وسط المنتخب الجزائري، وواحد من الركائز الأساسية في منظومة لعب جمال بلماضي، الذي سيحاول إيجاد لاعب يخلف “محارب” غلطة صراي التركي، إذا طالت فترة غيابه عن الميادين، بعد تعرضه نهاية يناير الماضي لإصابة في الوتر هو الآخر.
وعاش سفيان فيغولي فترات صعبة الموسم الحالي، بسبب تعرضه للإصابة مرتين، بعد أن كانت الأولى في الفخذ، ليصل مجموع أيام غيابه عن المنافسة إلى 45 يوما، ضيّع خلالها 12 مباراة.
ويسير المدافع يوسف عطال على نهج مواطنيه بن ناصر وفيغولي، حيث تعرض لإصابات متكررة، جعلت موسمه الحالي رفقة ناديه نيس سيئا للغاية، بعدما أصيب في الفخذ هو الآخر، أواخر شهر يناير الماضي، لتكون الإصابة العضلية الثالثة هذا الموسم، فضلا عن إصابته بفيروس كورونا (كوفيد 19).
ويُعدّ يوسف عطال صاحب الرقم القياسي، في فترة الغياب عن الميادين مقارنة بزملائه، بتجاوزه حاجز 200 يوم من الغياب، وتضييعه 38 لقاء مع ناديه نيس الفرنسي، ناهيك تفويته تربصي شهري أكتوبر ونوفمبر الماضيين، رفقة كتيبة المدرب بلماضي.
ورغم استدعاء بلماضي للمدافع رضا حلايمية، الذي غطى بامتياز غياب عطال، إلا أن مدرب المنتخب الجزائري، يريد العثور على مدافع آخر، لتفادي أي سيناريو غير مرغوب فيه.
تألق المهاجم أندي دولور رفقة ناديه مونبلييه، منذ بداية الموسم الحالي، جعله منافسا شرسا لمهاجم السد القطري بغداد بونجاح، هداف العالم للسنة الجديدة إلى حد الآن، ليكون الخيار الثاني الذي لا بديل عنه بلغة الأرقام لبلماضي.
وما يجعل دولور خيارا ثانيا هاما قد يفتقده مدرب “الخضر”، هي الوضعية الصعبة التي عاشها إسلام سلماني، بداية الموسم الحالي مع ناديه السابق ليستر سيتي، ما يثبته خيارا ثالثا في خط هجوم المنتخب الجزائري.
وعاودت الإصابة العضلية أندي دولور الأسبوع الماضي في مباراة ليون، التي كانت بوابة عودته بعد فترة غياب أخرى، جرّاء إصابة عضلية أبعدته لأسبوعين عن المنافسة.
وضيّع مهاجم “الخضر” 04 مباريات لحد الآن رفقة ناديه الفرنسي، بعدما قاربت فترة غيابه الـ30 يوما، علما أنه أصيب مرتين بفيروس كورونا (كوفيد 19).
لم يكن أكثر المتشائمين يتوقع دخول صخرة الدفاع جمال بن العمري، في دوامة جلوسه احتياطيا منذ التحاقه بنادي ليون الفرنسي الصائفة الماضية، وهو الذي لم يرم المنديل ولم يستسلم لكبر سنه، وفضّل البقاء لاعبا في المستوى العالي والاحتراف في أوروبا.
ولا شك أن وضعية بن العمري تعد الصداع الأكبر لجمال بلماضي، نظرا لوزن مدافع ليون في المنظومة الدفاعية للمنتخب الجزائري، خاصة وأن أداء مهدي طاهرات منافسه في منصب قلب الدفاع، لم يكن قويا في آخر مبارتين لعبهما أساسيا مع “الخضر”.
وسيكون جمال بلماضي مجبرا على إيجاد مدافع يمكنه الوقوف بجانب قلب الدفاع الآخر عيسى ماندي، لأن عودة بن العمري تبدو مستحيلة في الأيام القليلة المقبلة، بسبب خروجه مؤقتا من مخططات المدرب رودي غارسيا.
ورغم كل الغيابات المتفاوتة لهؤلاء اللاعبين، الثقيل وزنهم في المنتخب الجزائري، إلا أن المدرب الوطني جمال بلماضي، أعد في ذهنه دون شك، الخطط البديلة للخروج من هذا المأزق، وهو ما ستكشفه الأيام القادمة، عندما يُعلن قائمة الأسماء المعنية بتربص شهر مارس المقبل.