اعتبر دانئيل صابان وهو دبلوماسي في دولة الكيان الصهيوني من مواليد الجزائر، أن أكبر كابوس في حياته هو الرحيل عن الجزائر بعد الاستقلال وتلك الرحلة بين الجزائر ومرسيليا.
ويقول دانئيل صابان المولود في مدينة غرداية التي عاش فيها طفولته، إنه جاء إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي قبل 57 عاما، وتدرّج في مناصب المسؤولية حتى صار سفيرا في العديد من الدول.
ويعتقد صابان أن عدد يهود الجزائر في الكيان الصهيوني، يصل إلى 3 آلاف، ويشكلون مجموعات عبر “الواتساب” تجمع يهود الجزائر الذين يعيشون في فرنسا ودولة الاحتلال الإسرائيلي وحتى الموجودين في الجزائر.
ويضيف دانئيل صابان في فيديو مصور نشر على صفحة إسرائيل تتكلم بالعربية “غرداية في وجداني كول الوقت، لقد رأيت فيها التعايش وحسن الجوار والاستعداد لتقديم المساعدة والدعم، وجدتي تتاجر بالسجاد مع المسلمين ولم يخدعوها أبدا.”
ويؤكد صابان أن “130 ألف يهودي عاشوا في الجزائر منهم 30 ألفا في وهران ومثلها في العاصمة و20 ألفا في قسنطينة والباقي كانوا منتشرين بين تقرت وآفلو والجلفة وفي الجنوب كذلك. حيث عشنا في غرداية، كان هناك حوالي 2000 يهودي.”
ويوضح الدبلوماسي الصهيوني أن يهود الجزائر كانوا مشتتين وهم يهود جزائريون فرنسيون، اندمجوا مع الإدارة الفرنسية بعد قرار منحهم الجنسية، مضيفا أنهم أدركوا أن بقاءهم يشكل خطرا عليهم بعد الاستقلال، لذلك قرروا المغادرة.
ويقول صابان إنه الرحيل عن هذا البلد محزن “لم يكن لدي الوقت لتوديع أصدقائي ولم أكن أدرك أن هذه هي آخر مرة أرى فيها جميع أصدقاء طفولتي، رحلتي من الجزائر إلى مرسيليا كانت أكبر كابوس في حياتي.”
ويكشف السفير الأسبق لدولة الاحتلال الإسرائيلي في الإكوادور “لحد اليوم عندما يزورني أشخاص يجب أن يكون الكسكس حاضرا على المائدة بالإضافة إلى “السفنج”، فهذا داخل في عاداتي وتقاليدي.”
ويفيد صابان “أعتقد أن الجزائر تدخل تدريجيا عالم الاقتصاد العالمي، ولو بقي اليهود فيها ولم يخشوا التعرض للأذى لكان من الممكن أن يصير البلد في مكان آخر اليوم من ناحية اقتصادها، ولكن للأسف ضاعت الفرصة مثلما ضيعتها إسبانيا.”