تواصل تصريحات وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو إثارة الجدل، مع تصاعد انتقاداته للجزائر، مما يعمّق الأزمة الدبلوماسية بين البلدين.
في هذا السياق، يواجه روتايو انتقادات واسعة من الأوساط السياسية الفرنسية، كان أبرزها من زعيم الحزب الاشتراكي، أوليفييه فور.
وانتقد فور بشدة أسلوب روتايو في إدارة العلاقات مع الجزائر، معتبرًا أن الأزمة لا تُحل عبر الاستعراض الإعلامي، بل تتطلب دبلوماسية فعلية.
وقال في حديثه لإذاعة “فرانس إنفو”: “لدينا وزير داخلية متحمس للغاية، يقوم بالكثير من الاتصالات عبر الاستوديوهات، ويحب أن يضع نفسه في الواجهة وكأنه وحده قادر على تغيير موازين القوى.”
Après l’Ukraine et le Proche-Orient, il n’était pas nécessaire que Bruno Retailleau ouvre un autre front avec l’Algérie pour se donner en spectacle.
Nous avons une histoire avec l’Algérie, 130 années de colonisation qui ont laissé des traces et ne peuvent pas se solder par des… pic.twitter.com/ZXEPslyf2a
— Olivier Faure (@faureolivier) March 3, 2025
وأضاف فور مستشهداً بموقف الرئيس الأمريكي: “لا يمكن لأي شخص أن يكون مثل ترامب، بطريقة ما، هذه هي مشكلة كل هؤلاء الذين يريدون فجأة أن يجعلوا من الدبلوماسية مشهدًا استعراضيًا.”
كما أشار إلى استمرار احتجاز الكاتب الجزائري بوعلام صنصال، رغم ضجيج التصريحات الفرنسية.
وفي هذا الإطار، ندد فور بمحاولات وزير الداخلية فرض رؤيته، مشيرًا إلى أن العلاقات الفرنسية الجزائرية تمر بمرحلة غير مسبوقة من التوتر.
وأوضح أن “إظهار العضلات الصغيرة لا يكفي، بل يجب التحلي بالحكمة الدبلوماسية”، منتقدًا تركيز روتايو على “التواصل الإعلامي دون تحقيق نتائج فعلية.”
ومن جانبه، أبدى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تحفظه تجاه تحركات وزير داخليته، خاصة فيما يتعلق بمطالب مراجعة اتفاقيات 1968.
وأكد في تصريح لصحيفة “لوفيغارو” أن هذه الاتفاقيات تظل “ضمن صلاحيات رئيس الجمهورية”، رافضًا أي خطوة لإلغائها رغم الضغوط الداخلية المتزايدة.
وفي سياق الأزمة، أشار روتايو خلال مقابلة مع قناة “بي أف أم” إلى أن الجزائر اتخذت إجراءات “غير ودّية”، مشيرا إلى منع الشركات الفرنسية من المناقصات والمشاريع، إضافة إلى تراجع استخدام اللغة الفرنسية لصالح الإنجليزية في التعليم وغيرها من الإجراءات التي أغضبته وكانت سبب الحملة العدائية التي يقودها منذ أشهر ضدّ الجزائر ، حسبه.
ولم يكن أوليفييه فور الوحيد في انتقاد روتايو، فقد انضم إلى رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق دومينيك دوفيلبان، الذي اعتبر أن “السياسة لا تُدار عبر نشرات الأخبار”، مشددًا على أن الضغوط الإعلامية والمزايدات السياسية لن تؤدي إلا إلى تعقيد العلاقات مع الجزائر.
وأكد دوفيلبان أن التعامل مع الجزائر يتطلب “تعقلاً ومسؤولية سياسية”، لا البحث عن الإثارة الإعلامية والتنقل بين القنوات التلفزيونية. واختتم حديثه بالقول: “فرنسا لن تنجح في الضغط على الجزائر عبر التصريحات الشعبوية.”