رحابي يكشف خيانة ماكرون لالتزامه مع الرئيس تبون في ملف حساس مريم بوطرة

رحابي يكشف خيانة ماكرون لالتزامه مع الرئيس تبون في ملف حساس

  • انسخ الرابط المختص

أكد الدبلوماسي والوزير الأسبق عبد العزيز رحابي أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قدم التزاما لنظيره عبد المجيد تبون بعدم تغيير موقف باريس من الصحراء الغربية، لكنه لم يحترم ذلك التعهد.

وأوضح خلال استضافته على قناة النهار ضمن برنامج “تساؤلات” أن ماكرون كرر وعوده مرات عدة قبل أن يتراجع عن موقفه التقليدي.

وأشار رحابي إلى أن ماكرون خالف تعهداته ليس فقط مع الرئيس تبون، بل أيضا مع وزير الخارجية الأسبق رمضان لعمامرة.

وذكر أن ماكرون أخلف وعوده بعدم المساس بالموقف التقليدي الفرنسي بخصوص النزاع في الصحراء الغربية.

وفي السياق ذاته، أوضح رحابي أن الأزمة الحالية مع فرنسا ليست الأولى لكنها الأشد حدة بسبب تدخل وزير الداخلية برونو روتايو.

وأضاف أن الأزمة تفجرت مع اعتقال موظف قنصلي جزائري يتمتع ببعض الحصانات، وكان بإمكان فرنسا طلب ترحيله بدل اعتقاله.

وانتقد رحابي الدور السلبي لوزير الداخلية الفرنسي الذي تسبب، حسب تعبيره، في إجهاض محاولات التقارب بين الجزائر وباريس.

فرنسا تفقد نفوذها داخل الجزائر

وأكد أن فرنسا اليوم فقدت أي تأثير سياسي أو نفوذ داخل الجزائر، مستبعدا أي قدرة لها على التأثير في القرار الجزائري.

وقال رحابي إن الحادثة بدأت عندما أوقفت الشرطة الفرنسية موظفًا قنصليًا، “ربما بأمر من وزير الداخلية”، رغم تمتعه ببعض الحصانات.

ولفت إلى أن فرنسا كان بمقدورها ببساطة طلب مغادرة الموظف بدلا من إثارة أزمة دبلوماسية بهذا الشكل المتعمد.

وشدد رحابي على أن الأزمة الحالية مع باريس لا ترقى إلى خطورة الأزمات السابقة التي أعقبت تأميم المحروقات سنة 1971.

وذكر باعتداءات السبعينيات على الجالية الجزائرية، والهجوم على قنصلية الجزائر بمرسيليا، وترحيل 35 ألف جزائري سنويا.

وأوضح رحابي أن الهجرة والإسلام تحولا إلى محور كل النقاشات السياسية في فرنسا، مشيرًا إلى خطورة تفويض الرئيس لصلاحياته.

وأضاف أن الاعتقاد بوجود نفوذ لفرنسا داخل الجزائر هو وهم، ويدل على قراءة خاطئة للواقع الجديد بعد الاستقلال.

وفي هذا السياق، ذكر رحابي أن فرنسا لم تعد تملك أية أدوات ضغط على الجزائر بعد أن حررت نفسها من التبعية الاقتصادية والسياسية.

وأشار إلى أن الجزائر رفضت منذ الاستقلال الانضمام إلى منطقة الفرنك وإلى الأحلاف العسكرية الكبرى.

فوضى في إدارة الملف الجزائري بباريس

اعتبر الوزير الأسبق، أن ترك ملف الجزائر بيد وزير الداخلية برونو روتايو يعكس فوضى داخل دواليب الحكم الفرنسي.

وأكد رحابي أن الجزائر تملك كامل الحق في رفض التعامل مع وزير الداخلية الفرنسي الذي يتبنى خطابًا عدائيا تجاهها.

وبخصوص موقف باريس، أشار رحابي إلى أن برونو روتايو أصبح الناطق الفعلي باسم الحكومة الفرنسية تجاه الجزائر.

وشدد على أن الرئيس ماكرون فقد السيطرة على الملف الجزائري، مما زاد الوضع توترا بين البلدين.

ولفت إلى أن فرنسا، بعد فشلها في فرض نفوذها، لجأت إلى حرب إعلامية شرسة ضد الجزائر عبر وسائل إعلامها المتطرفة.

ورأى أن هذه الحملة قد تنعكس سلبا على الجالية الجزائرية المقيمة بفرنسا وتزيد من حالة القلق داخلها.

واعتبر رحابي أن برونو روتايو يسير على خطى نيكولا ساركوزي، الذي استغل ملف الجزائر لكسب الانتخابات سنة 2007.

ورأى أن الإسلام والهجرة الجزائرية أصبحا الورقة المفضلة لاستمالة الرأي العام الفرنسي المتطرف.

واتهم رحابي وزير الداخلية الفرنسي والحركة اليمينية المتطرفة بتأجيج خطاب الكراهية ضد الجزائر والجالية الجزائرية بفرنسا.

وأوضح أن هناك تيارات لا تزال تحن إلى “الجزائر الفرنسية”، وتؤثر اليوم في السياسة الداخلية لباريس.

ورفض رحابي دعوات باريس للاختيار بين التصعيد أو الحوار، معتبرا أن الطريق الوحيد هو بناء علاقات طبيعية ومتوازنة.

واعتبر أن التصريحات المتشنجة لبعض المسؤولين الفرنسيين تفتقر إلى المسؤولية ولا تخدم التهدئة.

ويُذكر أن الجزائر كانت قد قررت في جويلية 2024 سحب سفيرها من باريس بعد اعتراف فرنسا بمخطط الحكم الذاتي المغربي.

وقد كتب ماكرون حينها أن مشروع الحكم الذاتي هو الحل الوحيد للنزاع، مخالفًا الموقف التقليدي الفرنسي السابق.

وفي أفريل الجاري، جددت باريس موقفها المنحاز للمغرب خلال لقاء بين وزيري خارجية فرنسا والمغرب، مما أثار استنكار الجزائر.

وأكد وزير الخارجية الفرنسي أن مستقبل الصحراء جزء لا يتجزأ من السيادة المغربية، مما عمّق الأزمة مع الجزائر.

شاركنا رأيك