في تطور لافت داخل المشهد الإعلامي الفرنسي، أعلن الصحفي المخضرم جون ميشال أباتي استقالته من قناة “أر.تي.أل” الإذاعية، بعد قرار إيقافه مؤقتًا بسبب تصريحاته المثيرة حول الاستعمار الفرنسي في الجزائر.
هذه الخطوة فجّرت جدلًا واسعًا حول حرية التعبير في الإعلام الفرنسي وحدود تناول الماضي الاستعماري.
أعلن أباتي قراره عبر رسالة نشرها على منصة “إكس”، الأحد، أكد فيها قطعه النهائي مع القناة التي عمل فيها لسنوات طويلة.
Je ne reviendrai pas à RTL. C’est ma décision. Voici pourquoi.
Il y a quinze jours, mes propos sur la colonisation algérienne ont créé le débat. La direction de la radio m’a dit avoir enregistré de nombreuses protestations de la part des auditeurs. Pour faire droit à l’émotion… pic.twitter.com/q8cE7M7Rok
— jean-michel aphatie (@jmaphatie) March 9, 2025
وأوضح أن إدارته بررت قرار التعليق بتلقيها احتجاجات عديدة من المستمعين بسبب تصريحاته التي شبّه فيها وحشية النازيين بممارسات الاستعمار الفرنسي في الجزائر.
وأوضح الصحفي أنه قبل في البداية قرار الإيقاف المؤقت احترامًا لسياسة القناة، حيث قيل له إنه سيتمكن من العودة لاحقًا للدفاع عن وجهة نظره.
لكنه تفاجأ لاحقًا بقرار التعليق النهائي، وهو ما اعتبره عقوبة غير مبررة دفعته لاتخاذ قرار المغادرة.
عبّر أباتي عن رفضه الاعتذار أو التراجع عن تصريحاته، معتبرًا أن العودة إلى القناة بعد التعليق تعني اعترافه بالخطأ، وهو ما لا يمكنه قبوله.
Jean-Michel Aphatie quitte RTL : “Les médias ne font que refléter une culture dominante, celle de la négation de l’histoire”
Exactement ! 👏🏾 pic.twitter.com/uINoTJxF39
— Kunta van den Kinté (@denkinte_2) March 9, 2025
وأكد أن موقفه من الاستعمار الفرنسي في الجزائر ينبع من قناعة شخصية، رغم عدم ارتباطه المباشر بتلك الفترة أو أي صلات عائلية مع من شاركوا في الحرب.
وأشار إلى أن اهتمامه بهذه القضية بدأ منذ اكتشافه لما وصفه بالحقيقة الصادمة حول طبيعة الوجود الفرنسي في الجزائر بين عامي 1830 و1962.
واعتبر أن تناول هذا التاريخ بموضوعية هو مسؤولية كل من يملك ضميرًا حيًا في فرنسا.
خلال حديثه، استعرض أباتي الفظائع التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي، مؤكدًا أنه صُدم مما قرأه في كتب المؤرخين المتخصصين.
وأوضح أن الاحتلال الفرنسي شهد مجازر متكررة ضد الجزائريين على مدار 132 عامًا، إضافة إلى فرض نظام قاسٍ حرم السكان الأصليين من حقوقهم الأساسية وفرض عليهم أعباء اقتصادية واجتماعية جائرة.
واعتبر أن فرنسا، التي تُعرف عالميًا بقيمها الإنسانية، رسمت صورة غير مشرفة من خلال ممارساتها الاستعمارية، مشيرًا إلى أن التعليم كان شبه معدوم للجزائريين، كما تم تجريدهم من أراضيهم الخصبة لصالح المستوطنين الأوروبيين.
لم يُخفِ أباتي شعوره بالأسى من غياب الاعتراف الرسمي بجرائم الاستعمار الفرنسي في الجزائر، معتبرًا أن ما قاله حول هذه القضية هو انعكاس لهذا الإحساس العميق بالظلم.
وأكد أن محاولات إسكات هذه الحقائق لن تغير من التاريخ، بل يجب أن تدفع فرنسا للاعتراف بمسؤوليتها عن تلك الحقبة المظلمة.
وهاجم الصحفي من وصفهم بـ”الوطنيين المزيفين” الذين يرفضون مواجهة الحقيقة، متمنيًا أن يأتي اليوم الذي تعترف فيه فرنسا بجزء من وحشيتها في تاريخها الاستعماري.
وجه لهم تحذيرًا شديد اللهجة.. بيتكوفيتش منبهر بلاعبي منتخب الجزائر
"معركة الذاكرة مع الجزائر".. ستورا يكشف ما لا تريده فرنسا
لم نضمن أي شيء.. ماندي يحذر رفاقه رغم الفوز الكاسح على موزمبيق
الجيش السوداني يسيطر على العاصمة والبرهان يعلن: "الخرطوم أصبحت الآن حرة"
الجزائر تستعدّ لمرافقة دولة إفريقية في تطوير المنشآت القاعدية والبنى التحتية الطاقوية