رفض التراجع عن موقفه.. صحفي فرنسي يفضح جرائم الاستعمار ويستقيل مريم بوطرة

رفض التراجع عن موقفه.. صحفي فرنسي يفضح جرائم الاستعمار ويستقيل

في تطور لافت داخل المشهد الإعلامي الفرنسي، أعلن الصحفي المخضرم جون ميشال أباتي استقالته من قناة “أر.تي.أل” الإذاعية، بعد قرار إيقافه مؤقتًا بسبب تصريحاته المثيرة حول الاستعمار الفرنسي في الجزائر.

هذه الخطوة فجّرت جدلًا واسعًا حول حرية التعبير في الإعلام الفرنسي وحدود تناول الماضي الاستعماري.

قرار مفاجئ واستقالة نهائية

أعلن أباتي قراره عبر رسالة نشرها على منصة “إكس”، الأحد، أكد فيها قطعه النهائي مع القناة التي عمل فيها لسنوات طويلة.

 

وأوضح أن إدارته بررت قرار التعليق بتلقيها احتجاجات عديدة من المستمعين بسبب تصريحاته التي شبّه فيها وحشية النازيين بممارسات الاستعمار الفرنسي في الجزائر.

وأوضح الصحفي أنه قبل في البداية قرار الإيقاف المؤقت احترامًا لسياسة القناة، حيث قيل له إنه سيتمكن من العودة لاحقًا للدفاع عن وجهة نظره.

لكنه تفاجأ لاحقًا بقرار التعليق النهائي، وهو ما اعتبره عقوبة غير مبررة دفعته لاتخاذ قرار المغادرة.

تمسك بالمواقف رغم الضغوط

عبّر أباتي عن رفضه الاعتذار أو التراجع عن تصريحاته، معتبرًا أن العودة إلى القناة بعد التعليق تعني اعترافه بالخطأ، وهو ما لا يمكنه قبوله.

 

وأكد أن موقفه من الاستعمار الفرنسي في الجزائر ينبع من قناعة شخصية، رغم عدم ارتباطه المباشر بتلك الفترة أو أي صلات عائلية مع من شاركوا في الحرب.

وأشار إلى أن اهتمامه بهذه القضية بدأ منذ اكتشافه لما وصفه بالحقيقة الصادمة حول طبيعة الوجود الفرنسي في الجزائر بين عامي 1830 و1962.

واعتبر أن تناول هذا التاريخ بموضوعية هو مسؤولية كل من يملك ضميرًا حيًا في فرنسا.

مجازر وانتهاكات بلا اعتراف رسمي

خلال حديثه، استعرض أباتي الفظائع التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي، مؤكدًا أنه صُدم مما قرأه في كتب المؤرخين المتخصصين.

وأوضح أن الاحتلال الفرنسي شهد مجازر متكررة ضد الجزائريين على مدار 132 عامًا، إضافة إلى فرض نظام قاسٍ حرم السكان الأصليين من حقوقهم الأساسية وفرض عليهم أعباء اقتصادية واجتماعية جائرة.

واعتبر أن فرنسا، التي تُعرف عالميًا بقيمها الإنسانية، رسمت صورة غير مشرفة من خلال ممارساتها الاستعمارية، مشيرًا إلى أن التعليم كان شبه معدوم للجزائريين، كما تم تجريدهم من أراضيهم الخصبة لصالح المستوطنين الأوروبيين.

دعوة للاعتراف بالتاريخ

لم يُخفِ أباتي شعوره بالأسى من غياب الاعتراف الرسمي بجرائم الاستعمار الفرنسي في الجزائر، معتبرًا أن ما قاله حول هذه القضية هو انعكاس لهذا الإحساس العميق بالظلم.

وأكد أن محاولات إسكات هذه الحقائق لن تغير من التاريخ، بل يجب أن تدفع فرنسا للاعتراف بمسؤوليتها عن تلك الحقبة المظلمة.

وهاجم الصحفي من وصفهم بـ”الوطنيين المزيفين” الذين يرفضون مواجهة الحقيقة، متمنيًا أن يأتي اليوم الذي تعترف فيه فرنسا بجزء من وحشيتها في تاريخها الاستعماري.

شاركنا رأيك