ستورا يجيب.. هل تعترف فرنسا بمجازر 8 ماي في ظل صعود اليمين؟ إيمان مراح

ستورا يجيب.. هل تعترف فرنسا بمجازر 8 ماي في ظل صعود اليمين؟

  • انسخ الرابط المختص

استبعد المؤرخ الفرنسي بنجامين ستورا، إمكانية اعتراف فرنسا بمجازر 8 ماي 1945 في الوقت الحالي.

ويأتي هذ، بالنظر إلى هيمنة التيارات اليمينية على المشهد السياسي الفرنسي الراهن، مشيرا إلى وحشية الجرائم التي ارتكبتها فرنسا الاستعمارية.

وشكّك ستورا، في إمكانية تمرير مشروع قانون قدمه نواب فرنسيون مؤخرا للاعتراف بمجازر 1945.

وعن السبب وراء ذلك، تحجج المؤرخ، بانعدام الأغلبية في البرلمان وبقوة اليمين المتطرف الذي يرفض أي اعتراف بماضي الاستعمار.

في هذا السياق، أوضح ستورا في تصريح لموقع “كل شيء عن الجزائر”، أنّ أحداث 8 ماي 1945 كانت لحظة حاسمة في تشكّل الوعي السياسي لدى جيل واسع من الشباب الجزائري، حيث دفعت الكثيرين إلى إدراك استحالة تحقيق المطالب الوطنية في ظل الاستعمار.

وأكد المتحدّث ذاته، أنّ تلك المجازر ساهمت في نقلة نوعية في مسار الحركة الوطنية، مشيراً إلى أن العديد من الشباب آنذاك، ومن بينهم الكاتب المعروف كاتب ياسين، تأثروا بشدة بهذه الأحداث، ما دفعهم إلى الانخراط في العمل السياسي والنضال من أجل الاستقلال.

من مظاهرات إلى حملة قطع دموية

تحدّث المؤرخ الفرنسي، بنجامين ستورا، عما حدث بالتفصل في 8 ماي.

وأبرز المتحدث ذاته، أنّ المظاهرات التي خرجت للاحتفال بانتصار الحلفاء على النازية والمطالبة بالإفراج عن الزعيم الوطني مصالي الحاج، تحوّلت إلى مواجهات دامية، وذلك بعد إطلاق النار على أحد المتظاهرين في سطيف كان يحمل العلم الجزائري.

وأعقب ذلك، حسب ستورا، حملة قمع شاملة في منطقة قسنطينة استمرت شهرين، اُستخدمت خلالها الطائرات والسفن الحربية والميليشيات الأوروبية المسلحة، ما أسفر عن مجازر مروعة في القرى الجزائرية.

ووفق المؤرخ ذاته، فإنّ “الرد العسكري الفرنسي كان عنيفاً وغير متكافئ، ووصفه بأنه “شامل وهمجي”، مشيراً إلى أن هذه المجازر أقنعت الكثير من الجزائريين، ممن كانت لديهم خبرة في استخدام السلاح، بأن حمل السلاح بات ضرورة للدفاع عن النفس وكرامة الشعب.

تباين في العدد الحقيقي للضحايا

لفت بنجامين ستورا، إلى وجود تباين في العدد الفعلي لضحايا مجازر 8 ماي التي ارتكبتها فرنسا.

وحسب المتحدث ذاته، فقد قدّر حزب الشعب الجزائري عدد القتلى بـ 45 ألف ضحية منذ صيف 1945، في المقابل، تحدثت السلطات الاستعمارية الفرنسية عن 1200 قتيل فقط.

من جهتها، قدّرت الوثائق الأميركية العدد بحوالي 30 ألف قتيل، بينما رجّح مؤرخون مثل جيلبير مينيي أن العدد يتراوح بين 15 و20 ألفاً.

وأوضح ستورا، أنّ الفارق الكبير بين عدد الضحايا الجزائريين ونظرائهم الأوروبيين بلغ نسبة 1 إلى 100، مضيفاً أن الرقم الرسمي الفرنسي لم يعد معتمداً حالياً، إذ تشير الكتب المدرسية الفرنسية اليوم إلى عدد يتراوح بين 15 و20 ألف قتيل.

شاركنا رأيك