قال المؤرخ الفرنسي بنجامين ستورا إنّ العمل على ملف الذاكرة في الجزائر يُشكل مخرجا محتملا للأزمة الجزائرية الفرنسية.
وأكد المؤرخ ستورا أنّ معالجة ملف الذاكرة في الجزائر والاستعمار الفرنسي ضروري، لكنه لن يكون كافيا بمفرده لحل الأزمة الغير المسبوقة التي تعيشها الجزائر وباريس، وفقا لصحفية “لوموند”.
واعتبر المؤرخ الفرنسي، أنّ التاريخ الجزائري لا يشبه كل التواريخ الأخرى، مستذكرا المجازر التي ارتكبتها فرنسا بين عامي 1830 و1880 في الجزائر.
وشدد المتحدث على ضرورة إطلاق مبادرات قوية، وخاصة فيما يتعلق على حدّ وصفه “بقضية القرن التاسع عشر”، والتي قد تكون بمثابة بديل لاستئناف العلاقات السياسية.
ورغم توسع الخلاف بين الجزائر وباريس إلى أنه استبعد حدوث انقطاع دبلوماسي بالمعنى الكلاسيكي للمصطلح، مع إغلاق السفارات على الجانبين، وذلك بسبب التشابك العميق بين المجتمعين.
حمّل بنجامين ستورا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مسؤولية تفاقم الأزمة بين الجزائر وفرنسا، وذلك بعد دعمه لخطة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية للصحراء الغربية.
وأضاف: “ربما كان ينبغي علينا التحدث، لكن ذلك لم يحدث وهذا ماجعلنا نغرق في هذا الغموض”.
وأكد المتحدث على ضرورة التحلي بالصبر والمضي قدمًا خطوة بخطوة وبإرادة سياسية لحل هذه الأزمة على المدى البعيد.
وتابع: “العلاقة بين الجزائر وفرنسا طالما اتسمت بالاضطرابات والتقلبات، لكن هذه الأزمة هي الأشد من الاستقلال”.
توقع المؤرخ الفرنسي أن تكون الجزائر موضوعاً للحملة الرئاسية المرتقبة بعد عامين في فرنسا.
وأشار بنجامين ستورا، إلى أنّ وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتيلو، قد خصص جزءًا كبيرًا من حملته لرئاسة حزب الجمهوريين للدعوة إلى “الحزم الشديد اتجاه الجزائر” وهو ما مكنّه من الفوز لحد بعيد.