سجن صيدنايا “المسلخ البشري”.. البحث عن المفقودين وسط أبواب مغلقة مريم بوطرة

سجن صيدنايا “المسلخ البشري”.. البحث عن المفقودين وسط أبواب مغلقة

نُشِرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو توثق اللحظات الأولى لإطلاق سراح بعض معتقلي سجن صيدنايا العسكري، المعروف بـ”المسلخ البشري”، بعد سقوط نظام بشار الأسد فجر الأحد.

هذه الفيديوهات كشفت الحالة المزرية التي خرج بها السجناء، بينما تتواصل عمليات البحث عن مفقودين في هذا السجن الذي وصفه مغردون يفوق أبو غريب وغوانتانامو والمعتقلات النازية بشاعة.

آلاف المعتقلين في عداد المجهولين 

رغم نجاح الثوار في تحرير الآلاف من المعتقلين في صيدنايا، تشير تقديرات إلى أن عدد المحتجزين في هذا السجن قد تجاوز 96 ألفًا، بينهم أطفال ونساء.

بينما وثقت منظمة حقوقية وجود 2327 طفلًا و5739 سيدة ضمن المعتقلين، في حين أشارت تقارير أخرى إلى أن العدد ربما يصل إلى 120 ألفًا. ومع ذلك، تظل عمليات البحث عن السجناء المفقودين مستمرة.

 

 

نداءات وجوائز مالية في محاولة لفك شيفرة الأبواب

يسابق السوريون الزمن لفك شيفرة الأبواب الإلكترونية المعقدة التي تغلق زنازين السجن، وسط تقارير عن وجود طوابق تحت الأرض تحتوي على آلاف المعتقلين.

ورغم مرور أكثر من 36 ساعة على تحرير السجن، ما زالت فرق الإنقاذ تواجه صعوبات كبيرة في الوصول إلى هذه الزنازين بسبب تعقيد الأبواب السرية وخريطة المكان.

أطلق ناشطون سوريون نداءات للاستعانة بمنظمات دولية وخبراء تقنيين لفك شيفرة الأبواب والوصول إلى السجناء قبل فوات الأوان.

كما رصد رجال أعمال مكافآت مالية بلغت 100 ألف دولار  أمريكي لمن يملك معلومات تساعد في فتح الزنازين.

بدوره، أعلن الدفاع المدني السوري “الخوذ البيضاء” عن مكافأة بقيمة 3000 دولار لكل من يدلي بمعلومات تحدد مواقع السجون السرية.

ودعت إدارة الدفاع المدني إلى ضرورة عدم المساس بالسجون أو الحفر فيها لتجنب تدمير الأدلة الفيزيائية التي قد تكون حاسمة في دعم جهود العدالة والمحاسبة. كما أكدت على توفير الحماية لمن يقدم معلومات حول البوابات السرية وكودات فتحها، مشددة على أهمية تعاون ضباط الأمن السابقين في هذا السياق.

وانتشرت مقاطع فيديو لمحاولات تكسير الجدران للوصول إلى السجناء إلا أن تلك المحاولات باءت حتى الآن بالفشل.

 

أكثر المعتقلات بشاعة

 يوصف سجن صيدنايا بأنه يتفوق في قسوته على معتقلات مثل أبو غريب وغوانتانامو وحتى السجون النازية.

تقارير حقوقية وثقت حالات تعذيب وإعدامات جماعية، إضافة إلى استخدام أجهزة مثل “مكبس الإعدامات الحديدي”.

وقد ظهر أحد المعتقلين المحررين فاقدًا للذاكرة وغير قادر على الكلام، ما يعكس حجم التعذيب الذي تعرض له.

واتفق العديد من الناشطين على أن سجن صيدنايا ليس مجرد منشأة اعتقال، بل أشبه بمدينة كاملة تختفي داخل الجبل.

تشير تقارير إلى وجود طوابق سفلى، معروفة بالسجن الأحمر والأصفر والأبيض، معزولة تمامًا عن العالم الخارجي.

هذه الطوابق مغلقة بأبواب سرية معقدة، في وقت يعاني فيه المعتقلون من نقص حاد في الماء والطعام والهواء بسبب انقطاع الكهرباء.

وتبقى التساؤلات عما إذا كان العالم سيتحرك للكشف عن أسرار هذا المكان الذي شهد على واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث.

شاركنا رأيك