سقوط نظام الأسد.. كيف تفاعلت الطبقة السياسية الجزائرية مع التطورات في سوريا؟ أميرة خاتو

سقوط نظام الأسد.. كيف تفاعلت الطبقة السياسية الجزائرية مع التطورات في سوريا؟

تصدّر سقوط نظام الأسد في سوريا، المشهد السياسي العربي، باعتباره نقطة تحول هامة في منطقة الشرق الأوسط وفي العالم.

وتفاعلت الطبقة السياسية الجزائرية، بدورها مع هذا الحدث البارز، فيما فضّلت بعض الأحزاب عدم التعليق عليه.

الموقف الرسمي

دعت الجزائر، في بيان رسمي صادر عن وزارة الخارجية، كافة الأطراف السورية إلى الوحدة والسلم والعمل من أجل الحفاظ على أمن الوطن واستقراره ووحدة وسلامة أراضيه.

وجاء في البيان: “تتابع الجزائر باهتمام بالغ تطورات الأوضاع الأخيرة والتغيرات المتسارعة التي تشهدها الجمهورية العربية السورية، وتدعو كافة الأطراف السورية إلى الوحدة والسلم والعمل من أجل الحفاظ على أمن الوطن واستقراره ووحدة وسلامة أراضيه”.

وأضاف البيان أن “الجزائر تؤكد وقوفها إلى جانب الشعب السوري الشقيق الذي تربطه بالشعب الجزائري صفحات نيرة من التاريخ المشترك القائم على التضامن والتآزر”.

ودعت الجزائر إلى الحوار بين أبناء الشعب السوري، بكافة أطيافه ومكوناته، وتغليب المصالح العليا لسوريا الشقيقة والحفاظ على أملاك ومقدرات البلاد والتوجه إلى المستقبل لبناء وطن يسع الجميع في ظل مؤسسات نابعة من إرادة الشعب السوري بعيدا عن التدخلات الأجنبية.

مخاوف على الجزائر؟

أثارت التطورات المتتالية في سوريا، مخاوف دول الجوار من احتدام الأوضاع، فيما تساءل  كثيرون عن تداعيات هذه التطورات على الجزائر.

ورد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد الكريم بن مبارك، عن مدى تخوفه من تأثر الجزائر بما يحدث في سوريا. وأوضح بن مبارك أن ما يحدث في سوريا يؤلمنا كجزائريين.

وأبرز الأمين العام لـ”الأفالان”، لدى نزوله ضيفا على قناة “الشروق”، أن الجزائريين احتضنوا الشعب السوري خلال أزمتهم.

وأشار المتحدث، إلى أن الجزائر عاشت فترة أليمة هي الأخرى في التسعينات، ولولا الوطنيين والجيش الجزائري لكانت الجزائر في خبر كان.

وتابع: “لكن الشعب الجزائري آنذاك التحم وبقيت الجزائر واقفة وذهبنا إلى مصالحة وطنية”.

ولم ينفي بن مبارك أن الجزائر مازالت مهددة دون الخوض في تفاصيل أكثر.

إجماع على دعم الشعب السوري

أجمعت الطبقة السياسية في الجزائر، على دعمها للشعب السوري ووحدة وسيادة سوريا، وهو ما يتطابق مع الموقف الرسمي والشعبي في البلاد.

وشددت حركة مجتمع السلم، على “ضرورة مساندة الشعب السوري، والوقوف إلى جانبه في حقه الشرعي في العيش في أجواء الحرية والكرامة والانعتاق”.

وأكدت الحركة، دعمها للشعب السوري في تجاوز مراحل الصراع والتشرذم التي تسببت في تراجع دور سوريا الشقيقة، وأدت إلى تشريد وتهجير ملايين السوريين في ظل “النظام البائد”.

وتابع البيان: “نبارك للشعب السوري تحقيق مطالبه في الانتقال السياسي والتخلص من الفساد والاستبداد”.

كما دعت “حمس”، إلى ضرورة ضمان وحدة الأراضي السورية، والدعوة إلى انتقال سياسي سلمي وعادل يحقق توافقًا بين جميع مكونات الشعب السوري، بما يضمن الاستقلالية وسيادة القرار ووحدة الإقليم.

“تطبيق القرار  2254 في سوريا

دعت حركة البناء الوطني في بيان لها، إلى ضرورة تبني حل سياسي شامل وفق قرار مجلس الأمن 2254، يضمن مشاركة جميع مكونات الشعب السوري وفصائله التي تنبذ العنف، دون إقصاء أو تهميش، ويعيد بناء الدولة على أسس سليمة.

وشددت “البناء”، على أهمية الوقف الفوري والشامل لجميع العمليات العسكرية التي تفاقم معاناة المدنيين وتهدد الأمن والاستقرار، مع التشديد على حماية مؤسسات الجمهورية.

كما دعا الحزب ذاته، إلى حوار وطني سوري جامع يتجاوز الحسابات الضيقة وروح الانتقام، ويضع المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار لتحقيق المصالحة الوطنية وتعزيز الوحدة.

صفقة بين القوى الكبرى؟

لم يُعلق حزب “جيل جديد” على الأحداث التي شهدتها سوريا، واكتفى بتقديم تحليل لرئيسه جيلالي سفيان حول مستقبل اللبد العربي.

ورجح جيلالي سفيان، أن يكون سقوط الأسد جاء نتيجة لصفقة بين القوى الكبرى لرسم خريطة جديدة للشرق الأوسط.

ويرى سفيان، أن البيانات المختلفة الصادرة من مختلف الجهات وربطها، تشير إلى أن صفقة قد عُقدت بين تركيا وروسيا وإيران (في الدوحة).

كما أبرز تحليل “جيل جديد” أن تركيا هي الرابح الأكبر في هذه اللعبة، كون “الإمبراطورية العثمانية الجديدة تعود إلى الحياة”، يتشكل المحور أذربيجان-تركيا-سوريا. الأكراد سيتخلون عن فكرة إقامة دولة مستقلة، وستستضيف تركيا، بالتعاون مع قطر، خط أنابيب الغاز الذي سيغذي أوروبا، مما سيجعل الأخيرة رهينة لتركيا من أجل إمدادات الطاقة.

شاركنا رأيك