يتجه قطاع صناعة الأدوية في الجزائر نحو تعزيز الإنتاج المحلي، حيث تمكن من تحقيق نسبة تغطية للسوق الوطنية بلغت 76.8 بالمائة، وفق ما أكده المدير العام لمجمع “صيدال”، عبد الواحد قريمس، الذي كشف عن خطط طموحة لتوسيع الإنتاج وتطوير أدوية جديدة تلبي احتياجات السوق.
وأوضح قريمس، خلال حلوله ضيفًا على برنامج “ضيف الصباح” بالإذاعة الوطنية، أن رقم أعمال المجمع سجل ارتفاعًا ملحوظًا من 12 مليار دينار في 2023 إلى 24 مليار دينار في 2024، مع خطط لبلوغه 35 مليار دينار في 2025، مدفوعًا بتوسيع إنتاج الأدوية البيوتكنولوجية.
وفي هذا السياق، أكد المدير العام أن المجمع يحضر لإنتاج أدوية خاصة بعلاج السرطان والهيموفيليا على مستوى وحدة “صيدال” بقسنطينة، في خطوة تهدف إلى تقليص التبعية للاستيراد وتعزيز الأمن الدوائي الوطني.
وأشار إلى أن المجمع يعتزم تطوير 135 منتجًا دوائيًا جديدًا، منها 35 دواءً خضعت للتجارب الأولية، ويجري استكمال تسجيلها تمهيدًا لطرحها في السوق. كما يتوقع أن يرتفع عدد الأدوية المطورة محليًا إلى 70 دواءً قبل نهاية 2025.
وفي إطار تحسين خدمات مرضى السكري، كشف قريمس عن بدء تسويق أقلام الأنسولين المنتجة محليًا قبل نهاية مارس الجاري، ما يمثل خطوة مهمة في تقليص فاتورة الاستيراد.
وأوضح أن الجزائر تشهد تحولًا في صناعة الأدوية نحو المنتجات البيوتكنولوجية ذات القيمة العالية، والتي تعد بديلًا استراتيجيًا عن الأدوية الجنيسة، مشيرًا إلى أن هذا التحول ساهم في مضاعفة رقم أعمال المجمع خلال العامين الماضيين.
وأضاف قريمس أن “صيدال” تعمل على إنتاج أدوية بيطرية، إلى جانب دراسة مشروع للعلاج بالخلايا الجذعية، وهو مجال جديد عالميًا، حيث يجري التحضير لإطلاق أولى خطواته في الجزائر قريبًا.
وفيما يتعلق بتطوير قطاع الأدوية، شدد على أن توفير المواد الأولية والنهائية يمثل تحديًا كبيرًا، مؤكدًا انفتاح المجمع على الشراكات الأجنبية والوطنية التي تضمن نقل التكنولوجيا وفق مبدأ “رابح – رابح”.