من الفصيلة الأوزورية، موطنه الأساسي في آسيا إلا أنه تأقلم مع البيئة الحضرية في مناطق أخرى من العالم، سريع التكاثر والانتشار ويعتبر طائر المينا من بين أسوء الطيور على الإطلاق وقد تم تصنيفه منذ عام 2000 ضمن قائمة أسوء الأنواع الطفيلية الغازية في العالم والتي تضم 100 نوع من الطيور التي تشكل خطرا محدقا وتهديدا صريحا للتوازن البيئي في العالم.
عام 2008 تسبب طائر المينا في مشاكل كبيرة وخسائر فادحة في أستراليا حيث الغابات المفتوحة وتوفر الغذاء المفضل له كاللحوم، الديدان والكائنات الصغيرة الأخرى، والمزروعات بأنواعها.
رغم لونه البني الغامق الجاذب للانتباه، منقاره الأصفر الفاقع لونه والقوس الأصفر حول عيناه ورجليه، ذيله الأبيض من الأسفل وزينة واضحة تحت جناحيه، إذا ما كان محلقا في السماء، على شكل عينين كبيرتين.
ورغم أن الناس طالما تفاءلوا به خصوصا في الهند وآسيا معتقدين بأنه فأل خير ورمز للوفاء حيث يعيش مع رفيق(ة) أو زوج (ة) واحد (ة) طوال حياته التي يمكن أن تصل إلى خمس وعشرين (25) سنة.
يصعب التفريق بين ذكر الطائر وأنثاه إلا من حيث الاستقامة لأن الذكر يبدوا أكثر شموخاً في وقفته من الأنثى التي تضع بيضتان أو ثلاثة بيضات باهته، عليها بقع بنيّة اللون يتناوب على حضنها كلا الزوجين لمدة (17) سبعة عشر يوما تقريبا و تغادر الفراخ عش الأبوين بعد عشرين يوما من ولادتها وهو ما يفسر سرعة انتشار الطائر ما إن استوطن في بلد ما وتأقلم فيه.
يعتبر طائر المينا من الطيور القادرة على الكلام بوضوح مذهل ويتميز بجرأة نادرة للتحدث أمام الغرباء عكس الببغاء، كما للطائر القدرة على إنتاج خمسة (5) أصوات مختلفة، يقفز ويمشى متبخترا ومهددا لمن حوله في بعض الأحيان بطول قامته التي تصل إلى خمس وثلاثين (35) سنتيمترا عند البلوغ.
من آسيا والهند الموطن الرئيسي للطائر، فقد شوهد مؤخرا في شمال إفريقيا وخصوصا في الجزائر فجأة، الشيء الذي يدعو إلى توخي الحذر واتخاذ التدابير اللازمة للتحكم في انتشاره خصوصا إذا علمنا بأنه قد يشكل خطرا كبيرا على الفلاحة ومنتجاتها.
هل سيتحول طائر المينا من فأل خير طالما استبشرت به الشعوب إلى نذير شؤم، كالغراب وأكثر، حيث بات يهدد الإنسان والحيوان والنبات؟
نصيحتنا للتحكم في انتشار هذا الطائر الخطير تتمثل في:
كاتب وباحث جزائري.
رئيس اللجنة الوطنية للنباتات الطبية والعطرية لدى المنظمة الوطنية للتنمية الاقتصادية وعضو اتحاد الصحفيين العرب في أوروبا.